مَا يَأْكُلُون وَإِذا أكلُوا وَشَرِبُوا لم ينقص من الطَّعَام وَالشرَاب إِلَّا بِقدر مَا أصَاب رجل وَاحِد {وَمَا عِنْد الله خير وَأبقى للَّذين آمنُوا وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ} الشورى 36 وأنشدوا
(مقَام الْمُتَّقِينَ غَدا جليل ... يطيب لَهُم مَعَ الْحور المقيل)
(وأنوار عَلَيْهِم مشرقات ... إِذا ناداهم الْملك الْجَلِيل)
ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَن العَبْد أَو الْأمة إِذا ذكر الصِّرَاط وهوله وصعوبته ورقته وَطوله وَبعد مسافته ثمَّ بَكَى ثمَّ قَامَ فصلى عشر رَكْعَات يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب مرّة وَقل هُوَ الله أحد ثَلَاث مَرَّات وَيسلم عَن كل رَكْعَتَيْنِ فَإِذا فرغ من الْعشْر رَكْعَات صلى على لنَبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشرف وكرم مائَة مرّة ثمَّ قَالَ سُبْحَانَ الله من خلق مَا شَاءَ وَقضى بِمَا شَاءَ وَالْحَمْد لله على كل شَيْء ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يَقُول اللَّهُمَّ جوزني الصِّرَاط ونجني من هوله الله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت لَا شريك لَك وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله
فَمن صلى هَذِه الصَّلَاة وَقَالَ هَذَا القَوْل جوزه الله تبَارك وَتَعَالَى الصِّرَاط وَهُوَ لَا يشْعر بِهِ وَلَا يهوله مَعَ أول زمرة تمر إِلَى الْجنَّة
فاغتنموا رحمكم الله هَذَا الثَّوَاب وتحصنوا بِهِ من أَلِيم الْعَذَاب يَا أولي الْعُقُول والألباب لِأَن الصِّرَاط حاد رَقِيق وَطَرِيقه أبعد الطَّرِيق يَا لَهُ من طَرِيق مَا يعين على جَوَازه أَخ وَلَا صديق إِلَّا عمل صَالح وَرب رَفِيق
وَاعْلَمُوا وفقنا الله وَإِيَّاكُم أَن الْعُمر يذهب وَالدُّنْيَا تفنى وتخرب وَالنَّفس تَمُوت والمرد إِلَى الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت
فَاسْتَعدوا بِكَثْرَة الْأَنْوَار وبالصلاة وَفعل الْخَيْر فِي اللَّيْل وَالنَّهَار وبالطاعة للنَّبِي السَّيْف الْمُخْتَار وبالعمل بِكِتَاب الْملك الْوَاحِد القهار وابكوا على هول الصِّرَاط الْمَنْصُوب على متن النَّار يسره الله لنا وهونه علينا آمين رب الْعَالمين إِنَّه قريب مُجيب
ذكر أَن العَبْد إِذا جَاوز الصِّرَاط وخلص ذكر فِي ذَلِك الْموقف أَبَاهُ وأبناءه وإخوانه وجيرانه فَعِنْدَ ذَلِك يسْأَل الصّديق فِي صديقه وَالْوَالِد فِي وَلَده وَالْجَار فِي جَاره وَالرجل فِي زَوجته وَالْمَرْأَة فِي زَوجهَا وَالْإِمَام فِي جماعته الَّتِي كَانَ