(وتفضل على عبد مسيء ... لَيْسَ يَرْجُو سواك يَا ذَا الْجلَال)
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (إِذا جمع الله تبَارك وَتَعَالَى الْأَوَّلين والآخرين نَادَى مُنَاد هَذَا يَوْم الدّين هَذَا يَوْم الْفَصْل الَّذِي كُنْتُم بِهِ تكذبون فَانْظُر لنَفسك يَا مِسْكين يَا ضَعِيف الْإِيمَان وَالْيَقِين يَا من يَقُول إِنَّه من الْمُؤمنِينَ المصدقين
وَهُوَ يعْمل أَعمال المكذبين الْمُخَالفين التاركين لسنن سيد الْمُرْسلين وَخَاتم النَّبِيين
مَا أجراك أَن تكون عِنْد الله من الْكَاذِبين لَو خفت من عَذَاب يَوْم الدّين لعملت بِالْقُرْآنِ الْمُبين وَلَو كنت من الْمُؤمنِينَ المصدقين لأطعت رب الْأَوَّلين والآخرين
فسل مَوْلَاك أَن يفرج عَنْك مَا قد نزل بك من دَاء الذُّنُوب وهتك سترك من القبائح والعيوب
وأنشدوا
(يَا طَبِيب الذُّنُوب والآثام ... هَل دَوَاء أَبْرَأ بِهِ من سقامي)
(إِن دَاء الذُّنُوب أَضْعَف جسمي ... ومشيبي مُوكل بحمامي)
(وشفائي أعيا الْأَطِبَّاء إِنِّي ... قد تغذيت مدتي بالحرام)
(وَركبت الذُّنُوب سرا وجهرا ... وَتَبَاعَدَتْ من مَحل الْكِرَام)
(كَيفَ بالطب أَن يعالج سقمي ... وكلامي يزِيد قرح كَلَامي)
(أَيهَا النَّاس قد علمْتُم ذُنُوبِي ... واغتراري وشقوتي واجترامي)
(وَأَنا أَرغب الدُّعَاء فجدوا ... فِي فكاكي من الذُّنُوب الْعِظَام)
(واشتياقي إِلَى الطّواف شَدِيد ... وَإِلَى الرُّكْن والصفا وَالْمقَام)
(وَإِلَى يثرب يحن فُؤَادِي ... كي أَزور النَّبِي خير الْأَنَام)
(فَسَلُوا الله فِي الْوُصُول فَإِنِّي ... ذُو اشتياق لحج بَيت حرَام)
(فَلَعَلَّ الْإِلَه يغْفر جُرْمِي ... وينجي من هول يَوْم الْقيام)
(ويفك المنان عبدا ضَعِيفا ... مَاتَ خوفًا من الْعَذَاب الغرام)
رُوِيَ أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ لكعب يَا كَعْب خوفنا
فَأَطْرَقَ بِرَأْسِهِ ثمَّ رفع رَأسه وَعَيناهُ تَذْرِفَانِ دموعا فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالَّذِي نفس كَعْب بِيَدِهِ أَن جَهَنَّم لتزفر زفرَة فتقطع السلَاسِل الَّتِي بأيدي الزَّبَانِيَة الَّذين يمسكونها بهَا