فَمَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (من ترك الصَّلَاة عَليّ فقد أَخطَأ طَرِيق الْجنَّة) فَالله الله عباد الله يَا إخْوَانِي تثبتوا واجتهدوا فِي الصَّلَاة على خير الْعباد وفخر الْبِلَاد وزين الْحَشْر والمعاد فَعَسَى الله أَن يجيرنا من الْعَذَاب الَّذِي لَيْسَ لَهُ انْقِطَاع وَلَا يُرْجَى لَهُ نَفاذ
وَلَا تغفلوا عَن الثَّوَاب الجزيل وَالْملك الدَّائِم الْجَلِيل بِالصَّلَاةِ على النَّبِي الْأَصِيل الَّذِي نَعته فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل واحمدوا الله الَّذِي فَضلكُمْ بِالنَّبِيِّ الرؤوف الرَّحِيم الَّذِي جَاءَ بِالْقُرْآنِ الْوَاضِح الْحَكِيم الْمُهَيْمِن الْقَدِيم من عِنْد الْملك الْعَزِيز الْكَرِيم فَلَعَلَّ مَوْلَانَا أَن يتفضل علينا بجنات النَّعيم وينجينا من الْعَذَاب الْأَلِيم فِي سَوَاء الْجَحِيم مأوى كل كفار أثيم ومنزل كل شَيْطَان رجيم وعدو فَاسق فَاجر لئيم
ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَنه إِذا كَانَ فِي يَوْم الْقِيَامَة أَمر الْجَبَّار جلّ جَلَاله أَن يُؤْتى بجهنم فَإِذا جِيءَ بهَا وكنات من الْموقف مسيرَة خَمْسمِائَة عَام ونظرة إِلَى أهل الْمعاصِي اشْتَدَّ غَضَبهَا وتقلب بَعْضهَا على بعض وغلا بَعْضهَا على بعض وأخنى بَعْضهَا على بعض زفرت زفرَة فَلَا يبْقى غل وَلَا قيد وَلَا سلسلة وَلَا حَيَّة وَلَا عقرب إِلَّا أَلْقَت الْكل على ظهرهَا وَأَكَبَّتْ الزَّبَانِيَة على وُجُوههم وَانْهَزَمَ مَالك عَلَيْهِ السَّلَام من بَين يَديهَا فَعِنْدَ ذَلِك لَا يبْقى ملك مقرب وَلَا نَبِي مُرْسل وَلَا ولي وَلَا صفي إِلَّا جثا على رُكْبَتَيْهِ وفر النَّاس كلهم هاربين وَنَبِينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِم عَلَيْهِ حلَّة خلقهَا الله تَعَالَى من قبل قبل أَن يخلق الْخلق بِمِائَة ألف عَام وَهُوَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلوح إِلَيْهَا بكمه وَيَقُول
(كفي عَن أمتِي كفي عَن أمتِي فَعِنْدَ ذَلِك يتَعَلَّق العَبْد المذنب بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول يَا نَبِي الله أنقذني من عَذَاب الله فَيَقُول لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ألم أبلغك رِسَالَة رَبِّي فَلم عصيت فَيَقُول يَا رَسُول الله غلبت عَليّ شقوتي فَيَقُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا شقوة على أحد مِمَّن أَكثر الصَّلَاة عَليّ فَيشفع لَهُ عِنْد الله تَعَالَى فَإِذا رَأَتْ جَهَنَّم نور وَجه الْمُصْطَفى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمدت وكفت
فَإِذا كَانَت جَهَنَّم أخمدها الْجَبَّار من نور وَجه النَّبِي الْمُخْتَار فَكيف لَا تُطْفِئ الصَّلَاة عَلَيْهِ عَن صَاحبهَا جَمِيع الْخَطَايَا والأوزار وَإِذا كَانَ نور الْمُصْطَفى أخمد عَظِيم النيرَان فَكيف لَا توجب الصَّلَاة عَلَيْهِ لصَاحِبهَا جزيل الغفران وَإِذا كَانَ نور وَجه مُحَمَّد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخمد سموم الْجَحِيم فَكيف لَا