قَالَ بعض السَّادة فِي قَوْله تَعَالَى {لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم} التَّوْبَة 128 كَأَنَّهُ يَقُول من خَيركُمْ نفسا وأطهركم قلبا وأصدقكم قولا وأزكاكم فعلا وأثبتكم أصلا وأوفاكم عهدا وأمكنكم مجدا من أكْرمكُم طبعا وَأَحْسَنُكُمْ صنعا وأطيبكم فرعا وأكثركم طَاعَة وسمعا
من أعلاكم مقَاما وأحلاكم كلَاما وأوفاكم زماما وأزكاكم سَلاما
من أجلكم قدرا وأعظمكم فخرا وأكثركم شكرا وأرفعكم ذكرا وأعلاكم أمرا وأجملكم صبرا وَأَحْسَنُكُمْ خَبرا وأقربكم بشرا من أبعدكم مَكَانا وأعظمكم شَأْنًا وأرجحكم ميزانا وأولكم إِيمَانًا وأوضحكم بَيَانا وأفضلكم لِسَانا وأظهركم سُلْطَانا وأبينكم برهانا
من أرسخكم قدما وأبينكم علما وأوصلكم رحما وأبركم قسما وأبعدكم كرما وأرعاكم ذمما
من أسطعكم نورا وأنوركم سُرُورًا وأجملكم حبورا وأفضلكم حَيا ومقبورا
اللَّهُمَّ صل على من انتخبته من أشرف قَبيلَة وَجَعَلته إِلَيْك أكبر وَسِيلَة وَجعلت الصَّلَاة عَلَيْهِ أكْرم فَضِيلَة وأعليته إِلَى الْمرتبَة الجليلة وَجَعَلته بَيْنك وَبَين عِبَادك وَسِيلَة
اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِ صَلَاة تجعلها بَيْننَا وَبَين عذابك حِجَابا وتجعلها لنا إِلَى كرامتك مثابا وتفتح لنا بهَا إِلَى الْجنَّة الْعَالِيَة بَابا
اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد عدد قطر الأمطار وَعدد رمال الأودية والقفار وَعدد ورق الْأَشْجَار وَعدد زبد الْبحار وَعدد مياه الْأَنْهَار وَعدد مَثَاقِيل الْجبَال والأحجار وَعدد أهل الْجنَّة وَأهل النَّار وَعدد الْأَبْرَار والفجار وَعدد مَا يختلج فِي اللَّيْل وَالنَّهَار وَاجعَل اللَّهُمَّ صَلَاتنَا عَلَيْهِ حِجَابا من عَذَاب دَار الْبَوَار وسببا لإباحة دَار الْقَرار
اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد النَّبِي الْمُخْتَار وَسيد الْأَبْرَار وزين الْمُرْسلين الأخيار
وَأكْرم من أظلم عَلَيْهِ اللَّيْل وأشرق عَلَيْهِ النَّهَار أبي الْقَاسِم النَّبِي الصَّادِق الْمُخْتَار
اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِ عدد من صلى عَلَيْهِ وَعدد من لم يصل عَلَيْهِ كَمَا أمرت بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وصل عَلَيْهِ كَمَا تحب أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ وصل عَلَيْهِ كَمَا يَنْبَغِي أَن يصلى عَلَيْهِ
اللَّهُمَّ صل على النَّبِي الصَّادِق الأواب وعَلى ذُريَّته وعَلى جَمِيع الْقَرَابَة وَالْأَصْحَاب وتوفنا اللَّهُمَّ على سنته واجعلنا من أهل ولَايَته وانفعنا بهدايته وعنايته وأدخلنا الْجنَّة مَعَ صحابته الْأَبْرَار الطيبين الأخيار آمين آمين يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ