هَذَا الْفَتى بيني وَبَيْنك فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ أَي وَالله يَا رَسُول الله إِنَّه ليشق عَليّ أَن يكون بيني وَبَيْنك أحد
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا أَبَا بكر إِن هَذَا الْفَتى يُصَلِّي عَليّ صَلَاة مَا يُصليهَا عَليّ أحد من أمتِي فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ كَيفَ يَقُول يَا رَسُول الله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد عدد من صلى عَلَيْهِ وصل على مُحَمَّد عدد من لم يصل عَلَيْهِ وصل على مُحَمَّد كَمَا أمرت بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وصل على مُحَمَّد كَمَا تحب أَن يصلى عَلَيْهِ وصل على مُحَمَّد كَمَا يَنْبَغِي أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ وَاعْلَم يَا أخي علما يَقِينا لَا شكّ فِيهِ أَنه لَيْسَ أحد أحظى عِنْد نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا عِنْد رَبنَا سُبْحَانَهُ بعد النَّبِيين من أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ ثمَّ عمر بعده كَذَلِك عُثْمَان ثمَّ عَليّ رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ وصلوات الله وَرَحمته عَلَيْهِم وعَلى الْعشْرَة وَجَمِيع الصَّحَابَة لَكِن خص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الفتي بإقعاده بَينه وَبَين أبي بكر لما ألهمه الله من تِلْكَ الصَّلَاة فَأكْرمه النَّبِي كَذَلِك صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ مَا حن مشتاق إِلَيْهِ
فَمَا يُقَوي مَا ذَكرْنَاهُ من فضل الْأَركان الْأَرْبَعَة رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ مَا رُوِيَ عَن مُحَمَّد بن إِدْرِيس قَالَ رَأَيْت بِمَكَّة أسقفا وَهُوَ يطوف بِالْكَعْبَةِ فَقلت لَهُ مَا الَّذِي رغب بك عَن دين آبَائِك فَقَالَ تبدلت خيرا مِنْهُ فَقلت كَيفَ ذَلِك قَالَ ركبت الْبَحْر فَلَمَّا توسطنا انْكَسَرَ بِنَا الْمركب فعلوت لوحا فَلم تزل الأمواج تدفعني حَتَّى رمتني فِي جَزِيرَة من جزائر الْبَحْر فِيهَا أَشجَار كَثِيرَة وَلها ثَمَر أحلا من الشهد وألين من الزّبد وفيهَا نهر جَار عذب فحمدت الله على ذَلِك وَقلت آكل من هَذَا الثَّمر وأشرب من هَذَا النَّهر حَتَّى يأتيني الله بالفرج فَلَمَّا ذهب النَّهَار خفت على نَفسِي من الدَّوَابّ فعلوت شَجَرَة من تِلْكَ الْأَشْجَار فَنمت على غُصْن مِنْهَا فَلَمَّا كَانَ فِي جَوف اللَّيْل فَإِذا بِدَابَّة على وَجه المَاء تسبح الله وَتقول لَا إِلَه إِلَّا الله الْعَزِيز الْجَبَّار مُحَمَّد رَسُول الله النَّبِي الْمُخْتَار أَبُو بكر الصّديق صَاحبه فِي الْغَار عمر الْفَارُوق مِفْتَاح الْأَمْصَار عُثْمَان الْقَتِيل فِي الدَّار عَليّ سيف الله على الْكفَّار فعلى