277 - والندامة ونجوا من الْأَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة فحظوا فِي دَار المقامة وأرسوا فِي سرمد الْكَرَامَة
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (خِيَار أمتِي الْمَلأ الْأَعْلَى فِي الدَّرَجَات العلى) قوم ضحكوا جَهرا من سَعَة رَحْمَة الله وَبكوا سرا من خوف عَذَاب الله
هم بِالْغَدَاةِ والعشي فِي بيُوت الطّيبَة يدعونَ بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بِأَيْدِيهِم خفضا ورفعا ويشتاقون إِلَيْهِ بقلوبهم غدوا وعشيا
مؤنتهم على النَّاس قَليلَة وعَلى أنفسهم ثَقيلَة يدبون على الأَرْض حُفَاة أَقْدَامهم دَبِيب النَّمْل بِغَيْر مرح وَلَا ميل وَلَا ترح
يَمْشُونَ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار ويتقربون بالوسيلة إِلَى الْملك الْجَبَّار
يلبسُونَ الخلقان ويعبدون الرَّحْمَن ويتلون الْقُرْآن ويشفقون من عَذَاب النيرَان وَيَخَافُونَ يَوْمًا يكثر فِيهِ الويل وَالْأَحْزَان قد تجنبوا كل رِيبَة وبهتان وَلم يأمنوا مكر الْملك الديَّان رجال تعوقوا ريب الْمنون وجزعوا من السَّابِقَة فِي الْغَيْب الْمكنون فحال بَينهم وَبَين مَا يشتهون ينتظرون الخاتمة كَيفَ تكون أُولَئِكَ أَوْلِيَاء الله الصالحون {أُولَئِكَ حزب الله أَلا إِن حزب الله هم المفلحون} المجادلة 22 رجال الْمَسَاجِد مأواهم وَالله جلّ جَلَاله معبودهم ومولاهم تركُوا الْمعاصِي خوفًا من الْحساب وَالسُّؤَال وَبَادرُوا إِلَى الطَّاعَة وَحسن الْأَعْمَال وتنزهوا عَن الغي وَاللَّهْو والمحال وحادوا عَن طَرِيق كل مطرود بطال وَأَشْفَقُوا من عُقُوبَة ذِي الْمجد والجلال وَعمِلُوا ليَوْم لَا بيع فِيهِ وَلَا خلال
وأنشدوا
(لله قوم أَخْلصُوا فِي حبه ... اختصهم ورضى بهم خداما)
(قوم إِذا هجم الظلام عَلَيْهِم ... قَامُوا فَكَانُوا سجدا وقياما)
(يتلذذون بِذكرِهِ فِي ليلهم ... ونهارهم لَا يفترون صياما)
(خمص الْبُطُون من الْحَرَام أعفة ... لَا يعفرون سوى الْحَلَال طَعَاما)
(فسيفرحون بورد حَوْض مُحَمَّد ... وسيسكتون من الْجنان خياما)
رجال تحولوا عَن الدُّنْيَا تحويلا وبدلوها تبديلا وَلم يشتروا بِعَهْد الله ثمنا قَلِيلا وَعَلمُوا أَن وَرَاءَهُمْ يَوْمًا عبوسا هائلا ثقيلا وَأَن أمامهم من الْمَوْت خطبا جَلِيلًا وبدلت عيونهم وَقُلُوبهمْ بكاء ونوحا وعويلا حِين سمعُوا مَوْلَاهُم يَقُول {كَانَ وعده مَفْعُولا} المزمل 18 رجل قطعُوا الْأَيَّام والليالي بالتفكير وخافوا