جلّ جَلَاله فِي الْخلف وَلَا تطيعوا الشَّيْطَان الَّذِي يَعدكُم الْفقر والتلف
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (ينزل من السَّمَاء فِي كل يَوْم اثْنَان وَسَبْعُونَ لعنة على مانعي الزَّكَاة من هَذِه الْأمة وَقد سماهم الْجَلِيل جلّ جَلَاله كفَّارًا فِي قَوْله تَعَالَى {وويل للْمُشْرِكين الَّذين لَا يُؤْتونَ الزَّكَاة وهم بِالآخِرَة هم كافرون} فصلت 6 وَقد ذكر بعض الْعلمَاء أَن الله تَعَالَى لما أخرج الذُّرِّيَّة من ظهر آدم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عزل مِنْهُم الْأَغْنِيَاء من أهل البدو الْحَضَر وعزل أَمْوَالهم ثمَّ قَالَ جلّ جَلَاله هَذِه أَمْوَال أعطيتهَا لكم وجعلتكم عَلَيْهَا أُمَنَاء فَلَا تشتغلوا بهَا عَن أَدَاء فرائضي وحقوقي ثمَّ قَالَ عز وَجل للْفُقَرَاء من أهل البدو والحضر وحرر أَرْزَاقهم على قدر آجالهم وأخرها وَجعلهَا وَدِيعَة فِي أَمْوَال الْأَغْنِيَاء وَقَالَ لَهُم عز وَجل هَذِه أرزاق الْفُقَرَاء من عبَادي وَدِيعَة فِي أَمْوَالكُم إيَّاكُمْ أَن تقتروا وتمسكوا عَنْهُم أَمْوَالهم وأرزاقهم فَيحل عَلَيْكُم غَضَبي وسخطي فَإِنِّي قد ائتمنتكم عَلَيْهَا
وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا من يَوْم إِلَّا وملكان يناديان تَحت الْعَرْش المَال مَال الله والعباد عباد الله فَإِن جَاع الْفُقَرَاء عذب الله الْأَغْنِيَاء)
فَالله الله عباد الله أَوْفوا لَدَيْهِ بالعهود وارغبوا فِي دَار النَّعيم وَالْخُلُود ومجاورة الْملك المعبود
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (مَا آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر من بَات شبعانا وجاره جائعا) وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث إِن الْجَار الْفَقِير يتَعَلَّق بجاره الْغَنِيّ يَوْم الْقِيَامَة وَيَقُول يَا رب سل هَذَا الْغَنِيّ لم مَنَعَنِي معروفه وسد بَابه دوني وَفِي حَدِيث آخر يَقُول يَا رب سل هَذَا لم بَات طاعما وَبت إِلَى جنبه طاويا
وَمِمَّا يصدق هَذَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأسامة بن زيد فِي وَصيته يَا أُسَامَة