هَذَا شهر كريم وثوابه كريم والموقر لَهُ عِنْد الله كريم يُكرمهُ الله بجنات النَّعيم والمستخف بِحقِّهِ عِنْد الله لئيم مَأْوَاه فِي قَرَار الْجَحِيم مَعَ الشَّيْطَان الرَّجِيم
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (يُؤْتى يَوْم الْقِيَامَة بِشَهْر رَمَضَان وَالنَّاس فِي الْموقف فَيَقُولُونَ من هَذَا نَبِي أم رَسُول أم ملك مَا رَأينَا مثل هَذَا وَلَا مثل جماله وَحسنه فَيقوم بَين يَدي الْجَبَّار جلّ جَلَاله فَيَقُول من كَانَ لَهُ قبلي حق فَليقمْ فَيَقُولُونَ من أَنْت فَيَقُول أَنا رَمَضَان قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتقوم أمتِي إِلَيْهِ وَبِيَدِهِ قضبان من نور تضيء مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب فَمنهمْ من يُعْطي قَضِيبًا يضيء لَهُ مسيرَة شهر وَآخر يضيء لَهُ مسيرَة جُمُعَة وَآخر مسيرَة يَوْم وَآخر مسيرَة سَاعَة وَآخر مَوضِع قَدَمَيْهِ فَمن شَاءَ فليوقره وَمن لَا يوقره فيسام عذَابا يُصِيبهُ عِنْد الْأَنْوَار من الْحَسْرَة والندامة فيا معشر أهل رَمَضَان وقروا شهرا تنعموا فِيهِ دهرا ووقروا الْخطر الْيَسِير تجاوزا بِالْملكِ الْكَبِير ووقروا الْأَيَّام القلائل تصيروا إِلَى الْكَرَامَة والفضائل وقروا الْيَسِير من الْأَيَّام تنْظرُون إِلَى وَجه ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام
رُوِيَ أَن الْحسن الْبَصْرِيّ مر بِقوم يَضْحَكُونَ فَوقف عَلَيْهِم وَقَالَ إِن الله تَعَالَى قد جعل شهر رَمَضَان مضمارا لخلقه يَسْتَبقُونَ فِيهِ بِطَاعَتِهِ فَسبق أَقوام ففازوا وتخلف أَقوام فخابوا فالعجب للضاحك اللاعب فِي الْيَوْم الَّذِي فَازَ فِيهِ المسارعون وخاب فِيهِ الباطلون أما وَالله لَو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته
فَالله الله عباد الله اجتهدوا أَن تَكُونُوا من السَّابِقين وَلَا تَكُونُوا من الخائبين فِي شهر شرفه رب الْعَالمين
فَالله الله اصرفوا ضيفكم رَمَضَان بالكرامة واحرصوا فِيهِ على طلب طَرِيق الاسْتقَامَة إِلَى أَن يقْضِي بكم إِلَى دَار الْكَرَامَة والخلد والمقامة وسرمد الْعِزّ والكرامة وينجيكم من هول يَوْم الطامة
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (أحب الصَّلَاة إِلَى الله عز وَجل صَلَاة دَاوُد عَلَيْهِ