أَرْبَعُونَ رجلا فِي الْأَمر مِنْهُم عمر بن خطاب رَضِي الله عَنهُ جامعوا نِسَاءَهُمْ بعد النّوم
وَجَاء رجل من الْأَنْصَار يكنى أَبَا قيس واسْمه صرمة بن قيس من بني النجار فَصلي مَعَ رَسُول الله صَلَاة الْمغرب وَالْعشَاء ثمَّ أُتِي منزله فَقَالَت امْرَأَته: عَليّ رسلك حَتَّى أسخن طَعَاما صَنعته فَذَهَبت ثمَّ عَادَتْ إِلَيْهِ وَقد نَام من تَعبه فَقَالَت لَهُ الخيبة الخيبة حرم عَلَيْك الله الطَّعَام وَالشرَاب فَبَاتَ طاويا واصبح صَائِما وَعمل فِي أرضه فَأَصَابَهُ من التَّعَب مَا غشي عَلَيْهِ فَرَآهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهادي بَين رجلَيْنِ فَقَالَ لَهُ مَالِي أَرَاك أَبَا قيس طليحا والطليح هُوَ الضَّعِيف وَفِي لُغَة أخري هُوَ التمايل فَأخْبرهُ بِخَبَرِهِ فرق لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى دَمَعَتْ عَيناهُ وَكَانَت قصَّة الْأنْصَارِيّ أَولا وَكَانَت قصَّة عمر وَالْأَرْبَعِينَ رجلا رضوَان الله عَلَيْهِم آخرا فَأنْزل الله تَعَالَى فِي قصَّة عمر وَبَدَأَ بهَا لِأَن الْجنَاح فِي الْوَطْء هُوَ أَكثر مِنْهُ فِي الْأكل
فَأنْزل الله فِي قصَّة عمر رَضِي الله عَنهُ وَفِي الْأَرْبَعين رجلا الَّذين وَقَعُوا فِي الوط هَذِه الْآيَة {أحل لكم لَيْلَة الصّيام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم} الْبَقَرَة: 187 إِلَى قَوْله {وابتغوا مَا كتب الله لكم} الْبَقَرَة 187 وَقَالَ الله تَعَالَى فِي قصَّة صرمة بن قيس {وكلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود من الْفجْر ثمَّ أَتموا الصّيام إِلَى اللَّيْل} الْبَقَرَة 187 وَهَذِه رَحْمَة من الله تَعَالَى لأمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقيل إِن الْأنْصَارِيّ فرض عَلَيْهِم صِيَام شهر رَمَضَان فِي الْإِنْجِيل فَكَانُوا يَصُومُونَ شهرا فَمَرض ملك من مُلُوكهمْ فَجعل عَلَيْهِم إِن أَفَاق أَن يزِيدُوا فِيهِ عشرَة أَيَّام فبرأ فزادوا فِيهِ عشرَة أَيَّام فَكَانُوا يَصُومُونَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَهَلَك ذَلِك الْملك وَجَاء ملك آخر فَأكل لَحْمًا فأوجع فَاه فاشتكى فَجعل عَلَيْهِ إِن برِئ يزِيد فِي سَبْعَة أَيَّام فبرأ فزادوا فِيهِ ثمَّ إِنَّه هلك وَجَاء بعده ملك آخر فَقَالُوا اجعلوه فِي حِين لَا حر وَلَا قر فحجبهم الله تَعَالَى عَن فضل الشَّهْر الْعَظِيم للإله الْكَرِيم الْحَكِيم وجعلهم من أَصْحَاب الْجَحِيم وَجعل ثوابهم لأمة النَّبِي الرؤوف الرَّحِيم