اللَّيْل بداجي الظلام
وَحِينَئِذٍ يَصح لَك الْقبُول لشهر رَمَضَان وتفوز بالنعيم الأبدي فِي دَار السَّلَام وتنجو من الْأَهْوَال وَالْعَذَاب الغرام
فَلْيَكُن وَيحك بَصرك من النّظر إِلَى الْمَحَارِم معدولا وسمعك عَن سَماع الْقَبِيح من القَوْل معزولا وبطنك من أكل الْحَرَام مَحْمُولا وقلبك بالفكرة فِي الْحَسَنَات والمعاد مَشْغُولًا وَذكر مَوْلَاك وسيدك فِي لسَانك مجعولا وَمَالك فِي طَاعَة الْعَزِيز الْجَبَّار مبذولا {إِن السّمع وَالْبَصَر والفؤاد كل أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مسؤولا} الْإِسْرَاء 36 وَقد أعلمك مَوْلَاك أَن الشَّيْطَان كَانَ للْإنْسَان خذولا فَلم خُنْت عهد مَوْلَاك وأمانته وَكنت لنَفسك ظلوما جهولا
وأنشدوا
(قل لأهل الذُّنُوب والآثام ... قابلوا بالمتاب شهر الصّيام)
(إِنَّه فِي الشُّهُور شهر جليل ... وَاجِب حَقه وَكيد الزِّمَام)
(واقلوا الْكَلَام فِيهِ نَهَارا ... واقطعوا ليله بطول الْقيام)
(واطلبوا الْعَفو من إِلَه عَظِيم ... لَيْسَ يخفى عَلَيْهِ فعل الْأَنَام)
(كم لَهُ فِيهِ من إزاحة ذَنْب ... وخطايا من الذُّنُوب عِظَام)
(كم لَهُ فِيهِ من أياد حسان ... عِنْد عبد يرَاهُ تَحت الظلام)
(كم لَهُ فِيهِ من عَتيق شَهِيد ... آمن فِي الْقيام خزي الْمقَام)
(إِن دَعَاهُ مذلل بخضوع ... وخشوع ودمعه ذُو سجام)
(أَيْن من يحذر الْعَذَاب ويخشى ... أَن يُصَلِّي الْجَحِيم مأوى اللئام)
(أَيْن من يَشْتَهِي التذاذا بحور ... فِي جنان الخلود بَين الْخيام)
(التمس فِيهِ لَيْلَة الْقدر واترك ... التماسا لَهَا لذيذ الْمَنَام)
(واجتهد فِي عبَادَة الله واسأل ... فَضله عِنْد غَفلَة النوام)
(يَا لَهَا خيبة لمن خَابَ فِيهِ ... عَن بُلُوغ المنى بدار السَّلَام)
(يَا لَهَا حسرة لمن كَانَ فِيهِ ... ساترا شَره بِثَوْب الظلام)
(يَا إِلَه الْجَمِيع أَنْت بحالي ... عَالم فاهدني سَبِيل القوام)
(وأمتني على اعْتِقَاد جميل ... وَاتِّبَاع لملة الْإِسْلَام)
فَالله الله عباد الله اغتنموا شهر المتاب وَمَا وَعدكُم فِيهِ من جزيل الثَّوَاب وَمن الْعَفو عَن الأوزار وَعتق الرّقاب
وَهُوَ شهر لياليه أنور من الْأَيَّام وأيامه