(أَرَانِي فِي انتقاص كل يَوْم ... وَلَا يبقي على النُّقْصَان شَيْء)
(طوى العصران مَا نشراه مني ... فأتلف جثتني نشر وطي)
(فَإِن أك قد فنيت وَمَات بَعْضِي ... فَإِن الْحِرْص بَاقٍ فِي حَيّ)
(وطير الْمَوْت حائمة لقتلي ... مدلاة عَليّ وَفِي عي)
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (من أَكثر الفكرة فِي الْمَوْت هون الله عَلَيْهِ سكراته وَجعله مِنْهُ على حذر وَمن غفل عَن ذكره يُوشك أَن يَأْتِيهِ فَجْأَة على غير أهبة وَلَا استعداد) فَالله الله قد انصرمت عَنْكُم أعماركم وَأَنْتُم لَا تشعرون فَإِن اتبعتم هموم الدُّنْيَا حَتَّى تفرغ فَإِنَّهَا لَا تفرغ أبدا وَلَو عشتم إِلَى أَن تنقرض الدُّنْيَا
فتفرغ يَا مِسْكين فِي الْيَسِير من الْأَيَّام ودارك أَمرك مَعَ مَوْلَاك قبل نزُول الْحمام
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (أَيهَا النَّاس بَادرُوا بِالتَّوْبَةِ قبل أَن تَمُوتُوا وَبَادرُوا بِالْأَعْمَالِ الزاكية قبل أَن تشْغَلُوا وصلوا الَّذِي بَيْنكُم وَبَينه بِكَثْرَة ذكركُمْ إِيَّاه)
ذكر فِي بعض الحكايات أَن رجلا من أهل السّنة لَقِي رجلا زنديقا قد نحل جِسْمه وَتغَير لَونه واذابه الْخَوْف وَكَانَ السّني قَوِيا سمينا فَقَالَ لَهُ الزنديق يَا هَذَا صف لي بعض مَا تعتقده فَقَالَ أعتقد الْمَوْت وغصصه وَسَكَرَاته وأهواله
فَلَمَّا سمع الزنديق مقَالَته صَاح صَيْحَة عَظِيمَة ثمَّ وَقع على وَجهه مغشيا عَلَيْهِ فَمَكثَ مَا شَاءَ الله ثمَّ أَفَاق فَقَالَ لَهُ زِدْنِي فَقَالَ ثمَّ من بعد الْمَوْت الْقَبْر وظلمته واللحد وضجعته ومنكرا ونكيرا قَالَ وَمَا مُنكر وَنَكِير فَقَالَ ملكان أسودان أزرقان يطآن فِي شعورهما ويحفران الأَرْض بأنيابهما وبيد كل ملك مِنْهُمَا عَمُود من حَدِيد جَهَنَّم لَو ضرب بِهِ جبال الدُّنْيَا لقلعها من أُصُولهَا يسألان العَبْد فِي قَبره قَالَ وَثمّ مَا بعد ذَلِك قَالَ هول الْبَعْث والنشور والحساب وَالْمِيزَان والصراط قَالَ وَمَا الصِّرَاط قَالَ هُوَ جسر مَنْصُوب على جَهَنَّم أرق من الشعرة وَأحد من السَّيْف وأحر من الْجَمْر عَلَيْهِ حسك وكلاليب قد تعلق بِكُل كَلوب عدد نُجُوم السَّمَاء من الزَّبَانِيَة لَو أذن الله لوَاحِد مِنْهُم أَن يخرج إِلَى الدُّنْيَا لاحرق بحارها وجبالها وإنسها وجنها