(من كَانَ يخْشَى الله جلّ جَلَاله ... فليكثر العبرات فِي الخلوات)
(فَلَعَلَّهُ بعد التَّذَكُّر والبكا ... بدلت لَهُ العبرات بِالْحَسَنَاتِ)
(وتخفف الأوزار عَن منشوره ... يَوْم الْحساب وموقف الحسرات)
قَالَ الله تَعَالَى {وَوضع الْكتاب فترى الْمُجْرمين مشفقين مِمَّا فِيهِ} الْكَهْف 49 عباد الله عِنْد وضع الْكتاب عجائب وأحزان ومصائب وكروب ونوائب
فواحد يوضع لَهُ الْكتاب فيبكي وَآخر يوضع لَهُ الْكتاب فيفرح ويبكي
وَآخر يوضع لَهُ الْكتاب فتجري على وَجهه نَضرة النَّعيم وَآخر يوضع لَهُ الْكتاب فتعلو وَجهه ظلمَة الْجَحِيم
وَآخر يوضع لَهُ الْكتاب مَخْتُومًا بسخط الرب الْجواد
وَآخر يوضع لَهُ الْكتاب مَخْتُومًا بالتوفيق والسداد
اللَّهُمَّ وفقنا للطاعة وأمتنا على السّنة وَالْجَمَاعَة ونجنا من أهوال يَوْم السَّاعَة وأدخلنا فِي جملَة أهل الشَّفَاعَة
وَاعْلَمُوا معشر المذنبين أَن المَاء يمحو الْكتاب من أَلْوَاح الصّبيان والدمع يمحو من كتبكم الأوزار والعصيان والهموم والغموم وَالْأَحْزَان
فاجتهدوا فِي الْبكاء معشر الإخوان وَأَكْثرُوا الندامة فَإِنَّهَا توجب الغفران
وأنشدوا
(دَعونِي على نَفسِي أنوح وأندب ... بدمع غزير وأكف يتصبب)
(دَعونِي على نَفسِي أنوح فإنني ... أَخَاف على نَفسِي الضعيفة تعطب)
(وَإِنِّي حقيق بالتضرع والبكا ... إِذا مَا هدا النوام وَاللَّيْل غيهب)
(وجالت دواعي الْحزن من كل جَانب ... وَغَارَتْ نُجُوم اللَّيْل وانقض كَوْكَب)
(كفى أَن عَيْني بالدموع بخيلة ... وَإِنِّي بآفات الذُّنُوب معذب)
(فَمن لي إِذا نَادَى الْمُنَادِي بِمن عصى ... إِلَى أَيْن إلجائي إِلَى أَيْن أهرب)
(وَقد ظَهرت تِلْكَ الفضائح كلهَا ... وَقد قرب الْمِيزَان وَالنَّار تلهب)
(فيا طول حزني ثمَّ يَا طول حسرتي ... لَئِن كنت فِي قاع الْجَحِيم أعذب)
(فقد فَازَ بِالْملكِ الْعَظِيم عِصَابَة ... تبيت قيَاما فِي دجى اللَّيْل ترهب)
(إِذا أشرف الْجَبَّار من فَوق عَرْشه ... وَقد زينت حور الْجنان الكواعب)
(فناداهم سهلا وَأهلا ومرحبا ... أبحت لكم دَاري وَمَا شِئْتُم أطلبوا)