محمد حدثنا أبو بكر حدثنا الخطيب حدثنا الحسن بن محمد البزار حدثنا محمد بن جعفر الآدمي حدثنا محمد بن موسى الشطوبي حدثنا هارون بن معروف حدثنا ضمرة عن عثمان عن عطاء عن أبيه قال قالت أمراة أبي مسلم يعني الخولاني يا أبا مسلم ليس لنا دقيق قال عندك شيء قالت درهم بعنابه غزلا قال أبعينيه أي أعطينيه وهاتي الجراب فدخل السوق فوقف على رجل يبيع الطعام فوقف عليه سائل وقال يا أبا مسلم تصدق علي فهرب منه وأتى حانوتا آخر فتعه السائل فقال تصدق علنيا فلما أضجره أعطاه الدرهم ثم عمد إلى الجراب فملأه من نحاتة النجارين مع التراب ثم أقبل إلى باب منزله فنقر الباب وقلبه مرعوب من أهله فلما فتحت الباب رمى بالجراب وذهب فلما فتحته إذا هي بدقيق حواري فعجنت وخبزت فلما ذهب من الليل الهوى جاء أبو مسلم فنقر الباب فلما دخل وضعت بين يديه خوانا وأرغفة حواري فقال من أين لكم هذا فقالت يا أبا مسلم من الدقيق الذي جئت به فجعل يأكل ويبكي قلت ما أنفس هذه الحكاية وأكثر فوائدها. قوله الجراب بفتح الجيم وكسرها لغتان الكسر أفصح قوله الحواري هو بضم الحاء المهملة وتشديد الواو وفتح الراء وتخفيف الياء وهو الأشهر وقوله الهوى هو بكسر الواو وتشديد الياء وأما الهاء فتفتح وتضم لغتان الفتح أفصح وأشهر هو قطعة في الليل قبل نحو ربعه أو ثلثه. وقوله خوانا هو بضم الخاء وكسرها لغتان الكسر أفصح وأشهر وهو عجمي معرب وجمعه اخونة وخون. وأما أبو مسلم صاحب هذه الكرامة فاسمه عبد الله بن ثوب بثاء مثلثة مضمومة ثم واو مفتوحة مخففة ثم باء موحدة ويقال ابن ثواب ويقال ابن أثوب ويقال ابن عبد الله ويقال ابن عوف ويقال ابن يسلم ويقال اسمه يعقوب بن عوف والصحيح المشهور ما قدمناه وهو من أهل اليمن سكن الشام بداريا بالقرية المعروفة بجانب دمشق وكان من كبار التابعين وعبادهم وصالحهم وأهل الكرامات الظاهرات والأحوال السنية المتظاهرات وكان قد رحل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق فجاء ولقي أبا بكر الصديق وعمر وغيرهما من الصحابة. ومن نفائس كراماته ما رواه الامام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد له أن أبا مسلم الخولاني مر