وصار بعض أصحابنا إلى أن ما وقع معجزة النبي لا يجوز تقدير وقوعه كرامة لولي فيمتنع عند هؤلاء أن ينفلق البحر وينقلب العصا ثعبانا ويحيى الموتى إلى غير ذلك من آيات الأنبياء كرامة لولي. قال الإمام وهذه الطريقة غير سديدة أيضا قال والمرضى عندنا جواز خوارق العادات في معارض الكرامات الفرق بين المعجزة والكرامة فلا يفترقان في جواز العقل إلا بوقوع المعجزة على حسب دعوى النبوة ووقع دون ادعاء النبوة. قال الإمام وقد جرى من الآيات في مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا ينكره منتم إلى الإسلام وذلك قبل النبوة والانبعاث. والمعجزة لا تسبق دعوى النبوة فكان كرامة قال فإن زعم متعسف أن الآيات التي استدللنا بها كانت معجزات لنبي كل عصر فذلك اقتحام منه للجهالات فإنا إذا بحثنا عن الأعصار الخالية لم نجد الآيات التي تمسكنا بها مقترنة بدعوى نبوة ولا وقعت عن تحدي متحد فإن قالوا وقعت للأنبياء دون عوامهم قلنا شرط المعجزة الدعوى فإذا فقدت كانت خارقة للعادة كرامة للأنبياء ونجعل ذلك غرضنا إلى إثبات الكرامات. ولم يكن وقت مولد نبينا محمد صلى الله وسلم نبي تستند آياته. قال الإمام فقد وضحت الكرامات جوازا ووقوعا سمعا وعقلا. قال الامام وغيره في الفرق بين السحر والكرامة أن السحر لا يظهر إلا على فاسق قال وليس ذلك من مقتضيات العقل ولكنه ملقى من إجماع الأمة. قال الامام ثم الكرامة وإن كانت لا تظهر على فاسق معلن بفسقه فلا تشهد بالولاية على القطع إذ لو شهدت بها لأمن صواحبها العواقب وذلك لم يجز لولي في كرامة باتفاق. هذا آخر كلام إمام الحرمين.
قال الامام الاستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله فيما رويناه في رسالته ظهور الكرامات علامة صدق من ظهرت عليه في أحواله فمن لم يكن صادقا فظهور مثله عليه لا يجوز قال ولا بد من أن تكون الكرامة فعلا ناقضا للعادة في أيام التكليف ظاهرا على موصوف بالولاية في معنى تصديقه في حاله قال وتكلم أهل الحق في الفرق بين الكرامة والمعجزة فكان الإمام أبو إسحاق الاسفرايني رحمه الله يقول المعجزات دلالات صدق الأنبياء ودليل النبوة لا