إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة قامت عليها السماوات والأرض، ولأجلها كان الحساب والعرض، هي عماد الإسلام، ومفتاح دار السلام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، سلم الحجر عليه، ونبع الماء من بين أصبعيه، وحن الجذع إليه، فصلى الله وسلم وبارك وأنعم عليه، كما وحد الله وعرّف به ودعا إليه، اللهم وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله! فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، وخشيته تبارك وتعالى في الغيب والشهادة، فقد جعل الله جل وعلا تقواه طريقاً لجناته، وسبيلاً إلى رحمته وفضله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج:1].
عباد الله! بالقرآن العظيم علم محمد صلى الله عليه وسلم الجيل الأول والرعيل الأمثل، ذلك أن الله جل وعلا جعل في طيات كتابه من عظيم النواهي والأوامر، والروادع والزواجر، وصادق الأخبار، ما أحيا به قلوب الأخيار، وأنبت به أنفساً زكية في أجساد الأبرار.