ح قال رحمه الله ورضي عنه ونضر وجهه وبرد ضريحه: وقرأت علي أبي النصر بن فضائل بن أبي نصر، ببغداد عن أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، قال: أخبرنا الأشياخ الثلاثة أبو القاسم العليان الربعي، وابن بيان، وأبو عبد الله الحسين رحمه الله تعالى علي بن أحمد بن محمد ابن البسري، قالوا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز زاد ابن البسري، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قالا: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح الصفار، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، رحمه الله عليهم أجمعين.
انتهت أسانيد شيخنا العامة النسابة شرف الدين أبي محمد التوني في هذا الجزء الذي حرص علي لقاء رواته، وتتبعهم في أقاصي البلدان، وكذلك أخذ عن كثير غيرهم من أئمة عصره المعروفين بهذا الشأن، حتى تحصل له من ذلك ما لم يتحصل لأحد من أهل مصره بل عصره، وإن كنا قد بلغنا أن حمزة الكناني رحمه الله تعالى خرج حديثًا واحدًا من نحو مائتي طريق، فأعجبه ذلك، فرأي يحيى بن معين في منامه، فذكر له ذلك، فقال له يحيى: أخشي أن يدخل هذا تحت {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] ، فإن شيخنا شرف الدين هذا لم يكن ممن يقصد بلقاء المشائخ الرواة وكثرة الأخذ عن الدارة، مجرد الإكثار ولا المباهاة والافتخار، وإنما كان قصده إفادة قاصيه من جميع الأقطار، وقد نفع الله تعالى بقصده وحسن نيته، فعامة المحدثين اليوم بالديار المصرية والبلاد الشامية , وكثير من البلاد الإسلامية تلاميذه , وأشياعه، وبالله التوفيق.
وسمعت أيضًا جميع هذا الجزء كَامِلا من فلق في الشيخ الفقيه الإمام العالم مفتي الفرق ناصر السنة صدر الحفاظ تقي الدين أبي العباس أحمد ابن الشيخ الفقيه المفتي شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الفقيه المفتي مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد الحراني، السلمي،