تفسيره: وأقام في برية فاران، وأنكحته أمه امرأة من أرض مصر1.

فقد ثبت في التوراة أن جبل فاران مسكن لآل إسماعيل. وإذا كانت التوراة قد أشارت في الآية التي تقدم ذكرها إلى نبوة تنزل على جبل فاران، لزم أن تلك النبوة على آل إسماعيل؛ لأنهم سكان فاران.

وقد علم الناس قاطبة أن المشار إليه بالنبوة من ولد إسماعيل هو محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنه بعث من مكة التي كان فيها مقام إبراهيم وإسماعيل. فدل ذلك على أن جبال فاران هي جبال مكة. وأن التوراة أشارت في هذا الموضع إلى نبوة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وبشرت به.

إلا أن اليهود -لجهلهم وضلالهم- لا يجوزون الجمع بين هاتين العبارتين من الآيتين، بل يسلمون بالمقدمتين، ويجحدون النتيجة لفرط جهلهم2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015