فلما رأى عزرا أن القوم قد أحرق هيكلهم، وزالت دولتهم، وتفرق جمعهم، ورفع كتابهم، جمع من محفوظاته ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما لفق منه هذه التوراة التي في أيديهم؛ ولذلك بالغوا في تعظيم عزرا هذا غاية المبالغة، وزعموا أن النور إلى الآن يظهر على قبره الذي عند البطائح بالعراق؛ لأنه عمل لهم كتابا يحفظ لهم دينهم. فهذه التوراة التي في أيديهم على الحقيقة كتاب عزرا، ولست كتاب الله1. وهذا يدل على أنه -أعني الذي جمع هذه الفصول التي بأيديهم- رجل فارغ جاهل بالصفات الإلهية؛ فلذلك نسب إلى الله تعالى صفات التجسيم والندم على ما مضى من أفعاله والإقلاع عن مثلها وغير ذلك مما تقدم ذكره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015