لَا تَنْحَصِر وَالضَّابِط الْكُلِّي فِيهِ اتِّبَاع هِدَايَة الطبيعة إِلَيْهِ برعاية مَا يتكفل بصلاح الدّين وَالدُّنْيَا بِحَسب شخص من سَائِر الطَّبَقَات قل كل يعْمل على شاكلته
والطبيعة بِإِذن الله تَعَالَى لَا تفعل بَاطِلا وَخلق كل شَيْء فقدره تَقْديرا {ذَلِك تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم}
قَالَ الْغَزالِيّ السّفر وَسِيلَة إِلَى الْخَلَاص من مهروب عَنهُ والوصول إِلَى مَرْغُوب فِيهِ وَالْأول ديني كالجاه وَالْمَال المضرين ودنيوي عَام كالفتنة والغلاء وخاص كمن يقْصد بآذاية على انْفِرَاده وَالثَّانِي ديني كَالْعلمِ وَالْعَمَل ودنيوي كَالْمَالِ والجاه انْتهى مُلَخصا
قَالَ النَّوَوِيّ يجب على الْمُسَافِر تعلم مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي سَفَره كاحتياج اللَّازِم من أَحْكَام الْجِهَاد للغازي وَمن الْمَنَاسِك للْحَاج وَمن فقه الْبيُوع للتاجر وَمن الضَّرُورِيّ فِي الدّين للسائح المتعبد وَمن شُرُوط الصَّيْد للصائد وَمن النَّصِيحَة فِي حفظ الْأَمَانَة مَعَ مَا يحْتَاج غليه المنعزل لِلرَّاعِي انْتهى الْمَقْصُود مِنْهُ مُلَخصا
وَمن النافع فِيهَا تذكيرات يَقْتَضِيهِ غَرَض التمحيص بهَا خُصُوصا وعموما
أَن من ضَرُورَة وضع الدُّنْيَا عَن قصد الِابْتِلَاء بهَا شرا وَخيرا ونبلوكم