الْبَاب الأول
وَهِي بِاعْتِبَار السُّلْطَان والوزير وَسَائِر البطانة والخواص فَهُنَا ثَلَاثَة فُصُول
وَقد سبق بِحَسب الْفَصْل الأول مَا يُؤْخَذ مِنْهُ سياسة نَفسه ومملكته وَبَقِيَّة سياسة الرّعية والمور الْعَارِضَة بِاعْتِبَار ذَلِك الْقَصْد
سياسة الرّعية وَهِي تَنْحَصِر فِي جملتين تأسيس مَا يقوم عَلَيْهِ بناؤها واقتضاء مَا يام بِهِ مقصودها وَهُوَ أَخذ الرّعية بالحقوق الْوَاجِبَة عَلَيْهَا للسُّلْطَان
تأسيس مَا يقوم عَلَيْهِ بناؤها وتعديد مَا يذكر مِنْهُ فِي مسَائِل
أَن السُّلْطَان أفرط على الرّعية أهلكها وَإِن فرط فِيهَا لم تستقم وَإِن اعتدل بَين ذَلِك اعتدلت كالنار إِذا قويت أحرقت معوج الْخشب وَإِذا لانت بَقِي على اعوجاجه وَإِذا اعتدلت تقوم بهَا واعتدل
قلت وَقد تقدم فِي قَاعِدَة اللين عناية العملاء بتحري ذَلِك وَمِنْه أَن زيادا كتب على زَوَايَا مَجْلِسه بِالْكُوفَةِ بقلم جليل الْوَالِي شَدِيد فِي غير عنف لين فِي غير ضعف الْعَطِيَّة لأبانها والأرزاق لأوقاتها والمبعوث لَا يجمر