إنّ الثمانين - وبلّغتها - ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
قال: "بلَّغتها" حشوة ولكنّها حشوة اللَّوزينج، ثمّ ينشد البيروني قول عدي بن زيد:
ولو كنت الأسير - ولا تكنه - ... إذًا لعلمت معه ما أقول
ويشفعه بيتين لذي الرمة:
أسيلة مجرى الدمع هيفاء طفلة ... رداح كإيماض الغمام ابتسامها
كأنَّ على فيها - وما ذقت طعمه - ... مجاجة خمر طاب فيها مدامها
وإذا سمح صاحبنا قطعت كلامه - ولا أدري من أي نوع تكون هذه الحشوة عند ابن عباد - وأنشدته قول أبي صعترة البولاني:
فما نطفة من حبِّ مزنٍ تقاذفت ... به جنبتا الجوديِّ والليل دامس
فلمّا أقرَّته اللِّصاب تنفست ... شمالٌ لأعلى مائه فهو قارس
بأطيب من فيها - وما ذقت طعمه - ... ولكنني فيما ترى العين فارس (?)
ويفسّر البيروني قول ذي الرمة بقول ابن الرومي:
وما ذقته إلاّ بشيم ابتسامها ... وكم مخبر يبديه للعين منظره
ثمّ يرجع إلى قول العقيلي، ويقارن بينه وبين الأبيات التي أنشدها من قبل ويعلّق عليه تعليقًا طريفًا فيقول: "واللؤلؤ في هذا البيت على خلافه، فإنه وقر في الأسماع، وقذًى في العين، وخناق في الآناف، وصابٌ في الأفواه، وشوك في اللمس، وقضَّة في المضجع". ويقارنه بقول الوأواء، فيقول:
أبيض واصفرَّ لاعتلال ... فصار كالنرجس المضعَّف
يرشح منه الجبين قطرًا ... كأنَّه لؤلؤ منصَّف (?)