يعني أن الزائر خرج من مكة، فلما وصل إلى عسفان الذي هو على 80 كيلًا من مكة، طار إلى ميقات المدينة ذي الحليفة الذي هو على 9 أكيال فقط من المدينة، ثم رجع طائرًا إلى عسفان مرة أخرى، وبدأ رحلته البرية من جديد!

المقصود في النص هو "خُليص" وهي على 14 ميلًا من عسفان. وبين خليص وقديد سبعة أميال، ومن قديد إلى المشلل ثلاثة أميال، وبينهما خيمتا أم معبد. أنظر: معجم ما استعجم (ص 956). وقال صاحب معجم معالم الحجاز (3/ 149) إن وادي خليص يقع شمال مكة على بعد 100 كيل، ومعنى هذا أن بين عسفان وخليص 20 كيلًا.

ص 269: ورد في الرسالة أيضًا: "إن إلا كلا ولا حتى رويت الإبل من عند إخفافها"، يعني بينما السماء مصحية إذ أرخت عزاليها وتدفقت. قال المحقق في تعليقه: "كذا جاءت في الأصل: (إن إلاكلولا) ولم أهتد لوجهها".

قلت: الصواب: "إن] هو [إلى كَلا ولا حتى ... "، والكاف حف جرّ دخل على لا النافية. وهو تعبير معروف يدل على قصر الزمن، أي لم يمض وقت قليل حتى رويت الإبل. في اللسان (15/ 468 لا): "والعرب إذا أرادوا تقليل مدة فعل أو ظهور شيء خفي قالوا: كان فعلُه كلا، وربما كرروا فقالوا: كلا ولا. ومن ذلك قول ذي الرمة:

أصاب خصاصًة فبدا كليلًا ... كلا، وأنفلّ سائرهُ انفلالا

وقال آخر:

يكون نزول القوم فيها كلا ولا"

وهذا الشطر صدر بيت لجرير من نقيضة له في هجاء الفرزدق، وعجزه:

غِشاشًا ولا يُدنون رحلًا إلى رحل

أنظر ديوان جرير (ص 948). وقال في تفسيره في النقائض (1/ 160):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015