الوشاح، أما كتاب المزهر فلم يورد السيوطي فيه نص كتاب خلق الإنسان، وجعل صاحبه مرجحًا لعربية اللفظ، ولا شك أن ذلك وهم منه. وكان الصفدي مصيبًا إذ لخّص مذهب المؤلف بأنه "غير عربي على الصحيح"، كما سنرى في الفقرة الآتية.
ومن الشهاب الخفاجي نقل هذا النص محمد أمين المحبي (1111 هـ) في كتابه قصد السبيل (?)، والمرتضى الزبيدي (1205 هـ) في تاج العروس (?)، غير أن الزبيدي كان أمينًا في نقله إذ قال: "وفي شفاء الغليل للخفاجي: قال الصاغاني في خلق الإنسان ... ". أما المحبي فنقل كلام الخفاجي برمته من غير إشارة إليه!
اتضح مما سبق أن خمسة من العلماء نسبوا كتاب خلق الإنسان هذا إلى الصغاني قبل بروكلمان، غير أنهم جميعًا نقلوا نصًا واحدًا بعينه، ولم يقف على الكتاب - فيما يظهر - إلا الناقل الأول، وهو بدر الدين الزركشي (794 هـ). فلعله وجد نسخة شبيهة بنسختنا التي تضمنت مع هذا الكتاب رسائل الصغاني فالتبس عليه الأمر، أو سقطت إليه نسخة مفردة منه نسبها ناسخها إلى الصغاني.
وسيأتي في الفقرة الرابعة ما يقطع بأن هذا الكتاب ليس للصغاني.
(?) اطلاع الصفدي على كتاب أبي محمد
وقد وقف صلاح الدين الصفدي (764 هـ) على نسخة من هذا الكتاب، وأعجب به، ولكن لم يعرف مؤلفه. فقد ذكر في كتابه الغيث المسجم، وهو يشرح بيت الطغرائي: