15- عبارة: وعَبَدَ الطاغوت، في قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [المائدة: 60] ، فقد عد لها ابن جني1 عشر قراءات مختلفة، إحداها من جهة أحمد بن يحيى ثعلب، مبنية على كراهة توالي المقاطع المتقاربة في المخارج والصفات، يقول: "ومن جهته "أحمد بن يحيى" أيضا: وعبد الطاغوت، وقال: أراد عَبَدَةَ، فحذف الهاء. قال: ويقال: عبدة الطاغوت والأوثان، ويقال للمسلمين: عباد"2.

ومن الطريف أن الطبري يرى أنه "لو قرئ: وعبد الطاغوتِ، بالكسر، كان له مخرج في العربية صحيح"3، ثم يقول: "وإن لم أستجز اليوم القراءة بها، إذ كانت قراءة الحجة من القرأة بخلافها. ووجه جوازها في العربية أن يكون مراد بها: وعَبَدَةَ الطاغوت، ثم حذفت الهاء للإضافة".

كما يقول الفراء: "وكان أصحاب عبد الله "بن مسعود" يقرءون: وعبد الطاغوتِ، على فعل، ويضيفونها إلى الطاغوت، ويفسرونها: خدمة الطاغوت. ولو قرأ قارئ: وعَبَدَ الطاغوتِ، كان صوابا جيدا، يريد: عبدة الطاغوت، فيحذف الهاء، لمكان الإضافة"4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015