وعلى الرغم من أن مرسوم المصحف في هذه الآية: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [الزمر: 64] بنون واحدة، "فقد قرأها ابن عامر: تأمرونني أعبد، بنونين الأولى مفتوحة، ونافع بواحدة مخففة، والباقون بواحدة مشددة"1.

3- إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ ولعل، مع نون الوقاية قبل ياء المتكلم، أو ضمير المتكلمين المنصوب.

يقول ابن هشام، وهو يتحدث عن نون الوقاية: إنها تلحق قبل ياء المتكلم المنتصبة بالحرف "نحو: إنني، وهي جائزة الحذف مع إن وأن ولكن وكأن، وغالبة الحذف مع لعل، وقليلته مع ليت"2.

أما أن ذلك غالب في "لعل"؛ فلأن اللام تشبه النون في أنهما من الأصوات المائعة Liquida ومن أمثلة ذلك قول جميل بن معمر العذري:

فقالت لَعَنَّا يا جميل نبيعه ... وآجالنا من دون ذاك قريب3

وقول الفرزدق:

ألستم عائجين بنا لَعَنَّا ... نرى العرصات أو أثر الخيام4

وقد روى هذا البيت الأخير: "لَغَنَّا" بالغين المعجمة، على أنها لغة في "لعل" عن الأصمعي5. وقال ابن منظور: "ولَغَنَّ لغة في لعلّ. وبعض بني تميم يقولون: لغنك بمعنى: لعلك"6 ثم ذكر بيت الفرزدق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015