ويرى الشيخ "حمد الجاسر" أن تحديد انتقال القبائل اليمنية، بخراب سد مأرب "أمر مشكوك فيه، وذلك أن المتقدمين يؤرخون حادثة الخراب، بأنها في عصر الملك الفارسي: دارا بن بهمن. ودارا هذا هو الذي غزاه الإسكندر الأكبر، في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد. والأدلة التاريخية والنقوش التي عثر عليها في أمكنة كثيرة في جنوبى الجزيرة وشماليها، وفي أمكنة أخرى خارجها، تدل على انتشار كثير من تلك القبائل، التي ورد ذكرها خارج اليمن، قبل سيل العرم". كما يقول: "وليس من المعقول أن تلك الرقعة الصغيرة من الأرض، وهي مأرب، تتسع لعدد كبير من السكان يتكون من قبائل. والأمر الذي لا ريب فيه أن انتقال تلك القبائل، كان في فترات متفرقة، وفي أزمان متباعدة، فعندما تضيق البلاد بسكانها، ينتقل قسم منها بحثا عن بلاد تلائم حياتهم"1.
مكان إقامة طيئ:
أقامة قبيلة طيئ في شمالي الحجاز. قال ابن خلدون: "كانت منازلهم باليمن، فخرجوا منه على إثر خروج الأزد منه، ونزلوا سميراء وفيدا في جوار بني أسد، ثم غلبوا بني أسد على أجأ وسلمى، وهما جبلان في بلادهم، يعرفنا بجبلي طيئ، فاستمروا فيها، ثم افترقوا في أول الإسلام في الفتوحات"2.