وكونها أفظع من كل وثنية هو لمزيد فتنتها وإخراجها للناس بهذا الأسلوب الذي صاغته (أوروبا) هروباً من حكم الكنيسة، والله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}،ويقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ .. }.

وقد عملوا منذ زمن طويل على ذلك حتى كسبوا بعض أولاد المسلمين فنفذوا لهم هذه الخطة التي طوحوا بها حكم الإسلام، بحجة أقلية نصرانية، انتحلوا هذه النحلة من أجلها فيما يزعمون ( ... [5] ... ) في تقديس الجنس، وعطلوا دعوة الإسلام وأوقفوا زحفه إرضاء لهذه الأقلية وإغضاباً لله.

بينما هي تزحف بالدعاية النصرانية وبث الإلحاد على حساب المسلمين وفي عقر بيوتهم، وجعلوا الحكم لغير الله من أجلها.

وأباحوا من أجلها ما حرم الله بإقرارهم له، وإعفاء مرتكبه من العقوبة، ليشهدوا لهم مع تلاميذ الأفرنج من أبنائهم إنهم متحررون كفوء للحكم.

فيا له من دين جعلوه يتلاشى أمام مصالح الوطن وأوضاعه التي يتعشقونها، فكأنهم قالوا (الدين لله يطرح ظهرياً ليس له حق في شؤوننا الوطنية من سياسة وعلم واقتصاد وغيره)،مرحى مرحى لهذا الدين المعطل المطروح على الرف." [الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة ص:86]

"وما أشبه قولهم بمن يقول: (الدين علاقة بين الإنسان وربه) يريدون بذلك فصل الدين عن واقع الحياة وإصلاح النفوس وهذا القول نفسه هو قول القائل (الدين لله والوطن للجميع) يريدون بذلك ترك أمر تنظيم المجتمع حسب شريعة الله وعقيدة الإسلام. أقول هذه الأقوال جميعها تجتمع عند غاية واحدة، وإن اختلف قائلوها شكلاً وموضوعاً وهي إفلات المجتمع وحياة الناس من عقيدة الإسلام وشريعته وهذا أمر خطير جداً. فلينظر الداعون إلى الله أي منهج يسلكون؟ وأي عقيدة يحملون؟ "

[الحد الفاصل بين الإيمان والكفر ص:36]

---------------

وقال العلامة عيد الدويهيس:

يردد العلمانيون شعارات جميلة مثل " الدين لله والوطن للجميع " و " حريتك تنتهي عند بداية حرية الآخرين " و" الاختلاف لا يفسد للود قصية " و " الحرية والعدل والمساواة " و " لا لإلغاء الآخر " ..... الخ هذه الشعارات التي لا اختلاف حولها بين عقلاء البشر على اختلاف عقائدهم إذا كانت تعنى معاني محددة كما يفهمها كل عاقل، وهي محل رفض من جميعهم بلا استثناء إذا كانت لها معان أخرى بمعنى أن لا أحد ضد الحرية أو المساواة بين الناس، ولكن هذه الأمور ليست على إطلاقها، بل لها ضوابط، فليس من الحرية أن تشتم الناس أو تتخلى عن رعاية أسرتك، فحرية القول أن تتكلم بأدب واحترام، ولكن مشكلة العلمانيين أنهم يريدون أن يعيشوا في عالم الشعارات والأهداف العامة والأحلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015