وكلمة ابن رجب هي بمثابة المنهج الصحيح في الحكم على الشخص، ومنهج السلف هو اعتبار الغالب على المرء من الصواب والخطأ، والنظر إليه بعين الإنصاف.

والإمام الذهبي يقول: "ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن." شرح صحيح مسلم - حسن أبو الأشبال (3/ 18، بترقيم الشاملة آليا)

وقال الإمام الذهبي رحمه الله أيضاً: " إِنَّ الكَبِيْرَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ إِذَا كَثُرَ صَوَابُه، وَعُلِمَ تَحَرِّيهِ لِلْحقِّ، وَاتَّسَعَ عِلْمُه، وَظَهَرَ ذَكَاؤُهُ، وَعُرِفَ صَلاَحُه وَوَرَعُه وَاتِّبَاعُه، يُغْفَرُ لَهُ زَلَلُهُ، وَلاَ نُضِلِّلْهُ وَنَطرْحُهُ وَنَنسَى مَحَاسِنَه.

نَعَم، وَلاَ نَقتَدِي بِهِ فِي بِدعَتِه وَخَطَئِه، وَنَرجُو لَهُ التَّوبَةَ مِنْ ذَلِكَ." سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 271)

والختام هنا قاعدة جليلة لابن القيم: " فَلَوْ كَانَ كُلُّ مَنْ أَخْطَأَ أَوْ غَلِطَ تُرِكَ جُمْلَةً، وَأُهْدِرَتْ مَحَاسِنُهُ، لَفَسَدَتِ الْعُلُومُ وَالصِّنَاعَاتُ، وَالْحُكْمُ، وَتَعَطَّلَتْ مَعَالِمُهَا."مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 40)

------------

أيها الأحبة الكرام:

حتى ننجح في مهمتنا وتحويل بلدنا سورية إلى إسلامية فعلينا بما يلي:

أولا- رجوع جميع المهجرين للشام ولاسيما أهل العلم الذين نكبهم النظام الإجرامي أو شردهم في الأرض ففيهم خير كثير وعندهم تجارب كثيرة ...

ثانيا- أن يكون للمسملين السنة مرجعية دينية كهيئة علماء سورية، ولا يجوز أن يدخل فيها من ليس بأهل لذلك ....

ثالثا- أن يعمل الجميع لنشر الإسلام كما أنزله الله بين الناس ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك أسلوب الشدة مع الناس، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]

وقال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]

وهذا لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم فكيف بنا نحن؟؟

وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ وَقَالَ لِي: «يَا عَائِشَةُ فَإِنَّ الرِّفْقَ، لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» صحيح ابن حبان - مخرجا (2/ 310) (550) صحيح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015