أيها المسلمون الثائرون على الظلم والطغيان في بلاد الشام عقر دار الإسلام:
لقد فاجأتم النظام السوري وأحرجتم دول العالم أجمع بصمودكم وصبركم وإصراركم على تغيير النظام، وهذا هو الأمر الوحيد الذي أفشل النظام وكل ما يحاك ضد ثورتكم داخلياً وخارجياً، مما تعلمونه ومما لا تعلمونه ... فلا تطلبوا الفرج والحلول من أمريكا ولا من أوروبا ولا من أذنابهما جامعة الدول العربية وتركيا، فالاستعانة بالغرب حرام شرعاً، وهو لن يمد يده إليكم إلا بمقدار ما تتخلون فيه عن أحكام دينكم. إنكم من غير شك تضحون وتصبرون في الله وتحتسبون قتلاكم شهداء عند الله، ولولا إيمانكم هذا وأنه مبعث صمودكم لنال النظام منكم، فاجعلوها عملية تغيير شرعية خالصة لله وحده. وإننا في حزب التحرير نخلص النصح لكم ونكرر الدعوة بعد الدعوة أن هلموا إلينا في عمل صائب مخلص خالص لله وحده تكون فيه النجاة لثورتكم، وتنالون به مرضاة ربكم وتستحقون عليه نصره وتأييده.
إن هناك أمراً كفيلاً بجعل ما يحدث في سوريا يسير مساره الصحيح، ويصل بنا إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية الموعودة، والتي صارت قاب قوسين أو أدنى، وصار الغرب يحسب لها ألف حساب. وهذا الأمر هو الاستنصار بأهل القوة من ضباط الجيش السوري المخلصين الذين لا شك أن فيهم من يكتوي ألماً مما يحدث، ويتحرق شوقاً للتغيير. وهؤلاء أدرك النظام السوري منذ البداية أنهم يشكلون الخطر الماحق له؛ لذلك عمل على محاصرتهم في ثكناتهم وإحصاء أنفاسهم، بل ومحاولة إشراكهم في جرائمه ليورطهم في دماء المسلمين ويكسبهم إلى صفه ... وهؤلاء أيضاً أدرك الغرب ومعه تركيا أنه لا يمكن تغيير الأوضاع من دونهم ... فهؤلاء تتم فعلاً المراهنة عليهم لأنهم هم من سيحسمون الأمور، وهذا الأمر يشير بشكل واضح إلى أن الحل ينبع من الداخل وليس من الخارج ... وهؤلاء أنتم أقرب إليهم من الجميع، فأنتم آباؤهم وأمهاتهم وأبناؤهم وإخوانهم وأقرباؤهم، فاعزموا عليهم القيام بحق الله عليهم في نصرتكم ونصرة دينهم وأمتهم، وحمّلوهم مسؤولية ما يسال من دمائكم، وأنذروهم أنهم شركاء للنظام المجرم إن هم سكتوا على إجرامه ولم يتحرّكوا، وبشّروهم برضى الله عنهم وبالجنة إن هم قاموا بواجب النصرة لدينهم بنصرة القائمين على العمل لإقامة الخلافة الراشدة. واجعلوا جموعكم كلها تتجه بهذا الاتجاه، ولا تدعوها تتفرق فتتفرق قلوبكم معها، واحصروا مطالبكم بدعوتكم للضباط بأن يقوموا بالتغيير النظيف الذي ينجيكم من التدخل الغربي والخذلان العربي.
أيها المسلمون الثائرون على الظلم والطغيان في بلاد الشام عقر دار الإسلام:
إننا في حزب التحرير قد قربنا بعون الله سبحانه وتعالى من تحقيق غايتنا بحسب طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن أقدر من الغرب، رغم كل إمكاناته، على بلوغ الحكم؛ لأننا نمثل تطلع الأمة وتطلع ضباطها نحو الحكم بما أنزل الله على خلاف الغرب. فلا ينخدعَنَّ المسلمون ويتصورُنَّ أن عملية التغيير لا يقدر عليها سوى الغرب.