العلويون (النصيريون) والحظ العاثر

بقلم: د. حسين إبراهيم قطريب

لاأحد يستطيع أن ينكر أن العلويين هم أكثر من استفاد من النظام الأسدي القائم في سورية وخاصة في عهد الأب الذي نجح في استقطابهم للجيش وللأجهزة الأمنية ولكثير من المؤسسات الحساسة في الدولة، وباختصار لايوجد موقع أو مرفق من مرافق الدولة سواء كان ذلك الموقع عسكريا أو مدنيا وله ميزة حساسة إلا ويتحكم به علوي بصورة أو بأخرى، فعلى سبيل المثال معظم قادة الفرق والألوية والكتائب العسكرية أو نوابهم هم من العلويين.

ومع هذا يحق للعلويين أن يندبوا حظهم العاثر:

أولا: لأن هذه العائلة الأسدية المجرمة هي من أصول علوية، وكل العالم يعرف أن المجرم حافظ أسد ومن بعده ابنه المجرم بشار قاما بقتل وسجن وتشريد مئات الآلاف، فضلا عن انتهاكات الأعراض واهانة وإذلال معظم مكونات الشعب السوري، بسيف سطوتهما المرتكزة على نفوذ عناصر الطائفة العلوية في الدولة.

وثانيا: لأن هذا النظام أجرم بحق الجوار الاقليمي وارتكب الخيانات العظمى وسجل عليهم التحالفات الطائفية المشبوهة، فأكسبهم الكراهية المطلقة.

وثالثا: لأن هذا النظام قد أفل نجمه وانتهى دوره ولم يعد بوسعه تأمين الحماية لهم.

ورابعا: والأهم من ذلك كله كم هو حظ العلويين سيئا إذا سقط النظام بغير أيديهم التي مازال الشعب السوري ينظر إليها كإحدى أهم الوسائل الفاعلة في اسقاطه وحقن الدماء والتخلص منه ومن التبعات الأخرى المتمثلة في الفوضى والحرب الأهلية والتدخلات الخارجية ... الخ.

أؤكد أن الشعب السوري هو شعب حضاري وبعيد كل البعد عن الطائفية، وثورته ثورة وطنية تنبذ السلوك الطائفي، ولكن لا أحد يستطيع أن يضمن بالمطلق نتائج ردات الفعل القوية تجاه العلويين بعد كل هذا الاجرام فيما لو سقط النظام وانهار بشكل سريع والطائفة بين مشارك في الاجرام وصامت متفرج عليه.

من منطلق الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على الجراح أنصح العلويين أن يأخذوا بزمام المبادرة ويغسلوا عارهم.

-------------

بارك الله بكم

بل عليهم الانضمام للثورة المباركة والتبرؤ من هذا النظام الإجرامي في أي موقع كانوا عسكري أو مدني وأن يشاركوا فعليا في القضاء على هذا النظام الإجرامي وعندها نقول لهم: لا تثريب عليكم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015