وعلى أي حال، فمن الحتمل حدوث انشقاقات في القوات الجوية البعثية أصلا كما حدث في القواتالجوية الليبية ... والتوجس من كل شيء يجعلنا لا نقدم على أي شيء.

جانب آخر، وهو أن الأنظمة القائمة على شخص واحد مثل نظامَي صدام ونظام القذافي تسقط بصورة أسرع نسبيا من الأنظمة القائمة على طوائف أو عرقيات أو عقائد معينة والنظام السوري قائم على مبدأ مؤمن به وهو عقيدة القومية ومنهج " حزب البعث" وقائم على مبدأ "المقاومة والممانعة"، ومرتكز أيضا على طوائف وعرقيات ستستميت وستقاتل حى أخر نفس من أجل نظامها لأنها تخشى على وجودها ومستقبلها بعد سقوط النظام.

المقارنة غير كاملة .. فالنظام الليبي تأسس لمدة أربعين عاما (أطول من النظام السوري) على عقائد مشابهة، وكانقائما على نظام قبلي قوي (ما زالت آثاره باقية حتى الآن) وكل ما تقوله عن النظام السوري كانموجودا في النظام الليبي ... وأخيرا .. فليس صحيحا أن النظام السوري يختلف عن النظامالليبي والعراقي أيام صدام، بل في الحقيقة نظام صدام كان أقوى بكثير من النظام السوري وكذلكالنظام الليبي، وكانا يمتلكان ما لا يملكه النظام السوري وهو المال والبترول، ولكنهما سقطا بسرعة ... لأن سر قوة هذه الأنظمة هو نفس نقطة ضعفها، فالنظام السوري الذي يعتمد علالعرقيات والعقيدة القومية سيجد أن نفس هذه الاسباب هو أول الأشياء المنهارة .....

بالنسبة للبنان والأردن فلبنان مُسيطر عليه تقريبا من حزب الله الذي تحول إلى شبيحة لبشار ولا يوجد أي قوة منافسة لحزب الله ولا أي تهديد له سوى بعض السلاح لدى الفلسطينيين وقلة من السلفيين بطرابلس في شمال لبنان.

طبعا هذا الكلام غير صحيح ... وغير مقنع ... وحتى لو كان ذلك صحيحا فليس معنى هذا أن كلالحدود اللبنانية السورية تحت سيطرة حزب الله .. هذا مستحيل.

وبالنسبة للأردن هل تعتقد أن الأردن سيسمح بثورة اسلامية مسلحة على حدوده؟؟ أنه يعلم تماما أنه ان لم تنتقل الثورة إليه ستصبح سوريا بالنسبة إليه مصدر "إرهاب وتطرف" كما هي أفغانستان بالنسبة لباكستان بسبب قربه الجغرافي والترابط العشائري والقبلي بين الشعبين.

الأردن أقل من أن يفكر بهذه الطريقة، فالأردن يتلقى أوامره من الأنظمة الغربية بسهولة، وكما ذكرتُفي المقال فالسحنة الإسلامية في الثورة السورية غير واضحة، ولذلك لن تثير مثل تلك المخاوف إنشاء الله ... وإن كانت هذه المخاوف موجودة فأي نظام سياسي ليس عنده أعداء على طول الخط، بل سيوازن هذا النظام بين المصالح ويختار أغلبها وأكثرا نفعا له ...

النقطة الأخيرة هل تعلم أن الليبيون دفعوا أكثر من خمسين ألف شهيد من أجل إسقاط القذافي وهم شعب واحد ولا يوجد طوائف أو عرقيات، أما في سوريا فهناك طوائف سنة وشيعة ونصارى ممتدة من سوريا وحتى لبنان الذي لن يكون بمنئى عما يحدث في سوريا فهل تتوقع كم سيسقط من قتلى في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015