===========
الشيخ الفاضل رضا صمدي،
لو درست طبيعة النظام السوري وتصرفاته لاستنتجت أنه فعلا لن يسقط إلا بالقوة المسلحة لأسباب معروفة ولا داعي للتفصيل فيها،
ولكن لو درست جميع الجوانب الأخرى لوجدت أن كل الظروف تحول دون نجاح أي عمل مسلح للثورة السورية، ولذلك كل السوريين العامين والناشطين بالثورة ضد تسليحها، وسأوضح لك بعض هذه الظروف،،
تذكر جيدا في ليبيا أنه لم يستطع الثوار الليبيون ورغم الإنشقاقات الكبيرة التي حصلت للجيش لم يستطيعو أن ينتصرو على القذافي، بل حتى بعد تدخل الناتو جوياً كانت كتائب القذافي هي المسيطرة على الأرض وكادت أن تقضي الكتائب على بنغازي لولا أن الناتو قصف الكتائب على الأرض بعدما وسع مهامه لتشمل قصف قوات القذافي على الأرض يومها.
فمن أين تريد النصرة للشعب السوري دون قصف قوات الأسد على الأرض أو حتى دون حظر جوي؟؟
جانب آخر، وهو أن الأنظمة القائمة على شخص واحد مثل نظامَي صدام ونظام القذافي تسقط بصورة أسرع نسبيا من الأنظمة القائمة على طوائف أو عرقيات أو عقائد معينة والنظام السوري قائم على مبدأ مؤمن به وهو عقيدة القومية ومنهج " حزب البعث" وقائم على مبدأ "المقاومة والممانعة"، ومرتكز أيضا على طوائف وعرقيات ستستميت وستقاتل حى أخر نفس من أجل نظامها لأنها تخشى على وجودها ومستقبلها بعد سقوط النظام.
بالنسبة للبنان والأردن فلبنان مُسيطر عليه تقريبا من حزب الله الذي تحول إلى شبيحة لبشار ولا يوجد أي قوة منافسة لحزب الله ولا أي تهديد له سوى بعض السلاح لدى الفلسطينيين وقلة من السلفيين بطرابلس في شمال لبنان.
وبالنسبة للأردن هل تعتقد أن الأردن سيسمح بثورة اسلامية مسلحة على حدوده؟؟ أنه يعلم تماما أنه ان لم تنتقل الثورة إليه ستصبح سوريا بالنسبة إليه مصدر "إرهاب وتطرف" كما هي أفغانستان بالنسبة لباكستان بسبب قربه الجغرافي والترابط العشائري والقبلي بين الشعبين.
النقطة الأخيرة هل تعلم أن الليبيون دفعوا أكثر من خمسين ألف شهيد من أجل إسقاط القذافي وهم شعب واحد ولا يوجد طوائف أو عرقيات، أما في سوريا فهناك طوائف سنة وشيعة ونصارى ممتدة من سوريا وحتى لبنان الذي لن يكون بمنئى عما يحدث في سوريا فهل تتوقع كم سيسقط من قتلى في حال حدوث حرب أهلية؟؟
خذها مني. لن يقل العدد عن المليون قتيل إن حصلت لا قدر الله حرب أهلية في سوريا أو لبنان