التي نقّب فيها عن جلّ المكتبات في القاهرة والإسكندرية واصطنبول وحلب ودمشق والقدس وبغداد والنجف، فتسنّى له أن يكشف عن "الخبايا في الزوايا " (?).

ثم كان للأستاذ الميمني الباع الطويل في التحقيق، وقد خلّف في هذا الباب ثروة طائلة، تتجلى في المقالات الكثيرة، والرسائل والكتب التي حققها. وكتاب (سمط اللآلي) هو واسطة العقد والنموذج المختار لمقدرة الميمني ومنهجه في التحقيق. إنه يروعك بسعة علمه ومدى إحاطته وهو يخرج النصوص: شعرها ونثرها، وكأن المصادر العربية بين يديه، يستخرج منها ما يشاء، وتطالعك في تعليقاته الفوائد الكثيرة، والفرائد الغريبة: يدلك على ما وقع فيه الناسخ من تصحيف وتحريف، ويقوّم ما وهم فيه المؤلف، ويقرن الشقيق بالشقيق وإن تباعدا، ويرشدك إلى الينابيع: مخطوطها ومطوعها إن شئت للاستزادة والتوسع. وكل ذلك في عبارة رشيقة غاية في الإِيجاز. قد جعل ديدنه أن ينظم المعاني الكثيرة بالكلمات القليلة (?).

وكان للميمني القدحُ الملَّى في التأليف. وقد تنوعت تآليفه تنوع غاياتها، فهي إما كشف عن غامض مجهل، أو جمع لمتفرق يصعب جمعه، أو تأليف مبتكر جديد يغني المكتبة العربية، ويفتح الأبواب لدراسات مبتكرة، صنيعه في كتابه العظيم: (أبو العلاء وما إليه).

وأسهل طريق لتطلع على مجمل نشاط العلامة الميمني أن تعود إلى مجلة المجمع العلمي الهندي بمجلديها العاشر والحادي عشر. وفي مقالة الأستاذ حمد الجاسر تعداد لأبرز ما ألف وحقّق (?).

ورُزق الميمني ملكة التعبير، فأسلست له العربية قيادها، يصرفها كيف يشاء، فتميّز بأسلوبه المشرق العجب، يُمتع الناس بنصاعة بيانه، ورواء ديباجته، إنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015