ذوات الياء. لأنا إذا بنينا فِعلًا ونحوه من ذوات الواو قلبناها ياءً فقلنا عِيدٌ وقِيل وهما من عاد يعود وقال يقول. فإن قال قائل فلعل قولهم طاب يطيب من ذوات الواو وجاء على مثال حَسِب يحسِب وقد ذهب إلى ذلك قوم في قولهم تاهَ يتيهُ وهو من تَوهتُ (?). قيل له يمنع من ذلك أنَّهم يقولون طَيبتُ الرجلَ ولم يحكِ أحد طَوَّبتهُ. والمطيِّبون (?) أحياء من قريش احتلفوا فغَمَسوا أيديَهم في طيب. فهذا يدلّك على أن الطِّيب من ذوات الياء. وكذلك قولهم أطيب من هذا. فأما حكاية أهل اللغة أنَّهم يقولون أوْبَةً وطَوبةً (?) فإنما ذلك على معنى الإتباع كما يعتقد بعض النَّاس في قولهم حَيّاك الله وبَيّاك (?) أنَّه إتباع وأن أصل بَيّاك بوّاك أي بوّأك منزلًا تَرْضاه (?). وأما قولهم للآجُر طُوْب (?) فإن كان عربيًّا صحيحًا فيجوز أن يكون اشتقاقه من غير لفظ الطِّيب إلَّا على رأي أبي الحسن سعيد بن مسعدة فإنَّه إذا بني فُعلًا من ذوات الياء يَقْلبه إلى الواو فيقول الطُوْب والعُوْش (?). فإن كان الطُوْبُ الآجُرُّ اشتقاقُه من الطِّيب فإنما أريد به والله أعلم أن الموضع الذي يبنَى به طابت الإقامة فيه. ولعلنا لو سألنا من يرى طوبى في كل حين (?) لِمَ حُذف منها الألف والسلام لم يُحرْ في ذلك جوابًا. وقد زعم سيبويه