345 هـ. وكان أول خطيب له الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن علي الفارسي.

يبدو مما ذكرنا فوق أن "القرويين" نسبة إلى "القيروان" وقد حققنا ذلك أيضًا في مقالنا "المعز [بن باديس] وابن رشيق" (?).

يُعرف أهل مراكش وعلماؤها ومشايخها بالحفظ والذكاء وشغفهم بالعلم في بلاد المغرب، وقد صنع الشيخ عبد الحي الكتاني -شيخ الطريقة الكتانية، الذي يُعَدّ من مشاهير علماء البلاد وكبار مشايخ الجامع من قبل الاحتلال الفرنسي- فهرسًا لمحتويات المكتبة بعد البحث والتنقيب. والأسف أن علماءنا لا يشتغلون بمثل هذه الأعمال العلمية مع توفر كل الصلاحيات إلا بإشارة من هؤلاء المحتلين الغاصبين أهل الغرب: والعجب أن يبذل كل الجهود عالم من علمائنا ثم ينسب هذا العمل إلى "ألفريد بيل" (?) مندوب المعارف!.

إذا أنشدَ بشَّارٌ ... فقُل أحسنَ حَمَّادُ

حكم على مراكش عدة أسر، ولما كانت كلها تدعي الإسلام احتفظت بمكتبة الجامع وقامت برعايتها، بل إن كثيرًا من السلاطين حاولوا إثراءها بنوادر الكتب، مثل السلطان أبي العباس منصور بن أحمد الذهبي السعدي، والسلطان أبي عبد الله سيدي محمد (من أسلاف الدولة الشريفية الحالية)، إنه لم يكن هناك أي تنظيم في المكتبة في كثير من العصور، فالعلماء عندما كانوا يستعيرون الكتب قلما يرجعونها إلى المكتبة، ولم يكن فيها اهتمام بحفظ الكتب وتجليدها، فضاعت كثير من نوادرها وأكلتها الأرضة، كما يظهر من الفهرس القديم للمكتبة، وهل هناك شيء أدلّ على سوء التنظيم أن يكون راتب أمين المكتبة دولارًا ونصف شهريًّا؟! ولم يكن هذا الوضع [في] العصور السابقة، يقول ابن فرحون في ترجمة أبي العباس أحمد بن الصقر، الخزرجي: "وتولى أحكام مراكش والصلاة بمسجدها مدة، ثم أحكام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015