صاحبها في جلاء عرائس المخطوطات الأبكار من خدورها.
هذا وكنتُ علَّقْتُ هذه المذكرات أثناء رحلتي من 16 سبتمبر [أيلول] سنة 1935 م إلى 21 يونيه [حزيران] سنة 1936 م، نقَّبْتُ خلالها عن جُلَّ المكاتب العمومية وبعض الخصوصية، في مصر والإسكندرية واستانبول وحلب ودمشق والقدس وبغداد والنجف، حتى تسنّى لي، والحمد لله، في عجالة من الوقت أن أكتشف عن الخبايا في الزوايا (?)، وذلك لأني كنتُ قد عرفتُ أولًا من مصنفات الأوائل، وحفظتُ ملامحها من خلال دراساتي السابقة، حتى أصْبحَتْ عندي بمنزلة الضالَّة المنشودة.
إذن حقَّ لي أن اعتبر هذه المذكرات خير ذخيرة اقتنيها في حياتي، وبقيت أضنُّ بها على أهلها (?)، إلا مَنْ وثقتُ بحسن نيته، وجَوْدة خُلُقه، وذلك لما جرَّبتُه في بعض الأحيان من بعض أهل العلم، من اختلاس فرائد الأخبار وانتحالها، ونكران الفضل لأبي عُذرتها. إلا أنه استقرًّ رأيي في الآونة الأخيرة على أن أودعها مكتبة المجمع حفظًا لها من الضياع، ووقفًا لها على الجيل الحاضر والأجيال القادمة.
وأنا أرجو مرة أخرى من كل من يستفيد منها ألَّا يبخسني حقّي أمام الناس، وألَّا ينساني في الدعاء من الله بحسن الجزاء في الدنيا والآخرة (?).
كراتشي (الباكستان) وكتب عبد العزيز الميمني بهادر آباد كراجي-5
في 29 نوفمبر [تشرين الثاني] 1973 م