النظر في هذه العبارة وقد فاته "في مدة ثلاثين سنة" توفي الثعالبي في سنة 429، وأكيد أنه أعدَّ هذا الملحق قبل وفاته، فمعنى ذلك أن أبا الحسن الدلقي رأى أبا العلاء في نحو سنة 355 هـ، فأبو العلاء أعقل من أن يُضيعَ وقته الثمين للعزلة والانقطاع سدى، وهو القائل:
جنيت ذنبًا وألهى خاطري دمن ... عشرين حولًا فلما نبه اعتذرا
كان محل رد هذا الخطأ بعد الرقم 23 ولكنني سجلته هنا سهوًا.
14 - يكتب في الدائرة (?) عاش أبو العلاء أربعين سنة منعزلًا بعد عودته من بغداد، ويقول في "الأفكار" إنه عاش خمسين سنة بعد عودته.
هذا تناقض فاحش مني به نكلسن، والحقيقة أنه عاش بعد عودته منعزلًا نحو ثمان وأربعين سنة وشهرًا، لأنه ذكر في رسائله أنه غادر بغداد في 24 رمضان 400 هـ فيرجى أنه وصل إلى معرة في بداية ذي الحجة أو نهاية ذي القعدة حيث توفي في ربيع الأول 449 هـ كما ذكر ذلك جميع المؤرخين من الصفدي، العباس، أبو الفداء، اليافعي، ابن الأثير، ابن الأنباري، السمعاني، ياقوت، ابن خلكان والسيوطي وغيرهم.
15 - وذكر في "الآداب": أنه مات وسنة 84 سنة، لا نحتاج لتكذيب هذا القول إلى تصفح كتب المؤلفين المذكورين أعلاه، بل يتعارض ذلك مع قول نكلسن نفسه، في "الدائرة" حيث يقول: ولد أبو العلاء في 363 ومات في 449 هـ فاتضح بذلك أن عمره 86 سنة وهذا هو الصواب كما ورد بوضوح في "معجم الأدباء" وعاش ستًّا وثمانين سنة ولا يغيبنّ عن البال أن مرغليوث كتب عن خطأ "شيئًا" بدل "ستًّا" وهو تصحيف لا يغتقر. يروي أبوالبركات ابن الأنباري (?) أن أبا بكر الصولي لما روى الحديث: من صام رمضان وأتبعه "شيئًا" من شوال إلخ، قال له محمد بن العباس أيها الشيخ اجعل هاتين النقطتين فوق ولكنه لم يفطن لذلك، فعاد وقال: اجعل ستًّا، فصححه الصولي. فهل أرجو ذلك من مرغليوث؟ فإن عدد القلة