مقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد: فإن الدين الإسلامي اليوم يواجه تحديات كبيرة وهجمة شرسة على مبادئه، وفي سبيل ذلك تلصق به التهم والشبهات التي هو بريء منها، ومن ذلك: وصف أعداء الإسلام له بأنه دين العنف والإرهاب ومناوأة السلام والسلم الدوليين، وأن لديه من القيم والمناهج ما يتناقض مع ما تقرره العقول السليمة.
والمنصف يعلم أن هذه التهم كلها من باب الزور والبهتان والقول بلا علم، وأنها محض دعايات لا توجد عليها الأدلة والبراهين.
بل إن مبادئ الإسلام وأصوله قائمة على ما يحفظ السلم والسلام، ويقيم العدل والأمن في العالم أجمع، وبين أبناء البشر بلا تفرقة أو ميز، ويوفق بين حاجاتهم وواجباتهم، ويكفل لهم الحقوق الإنسانية التي تحفظ النسل البشري والعقل الإنساني، ومقومات الحياة المادية والاجتماعية.
لذا أحببت في هذه العجالة المختصرة أن أشير إلى أصل عظيم، وسمة بارزة من سمات هذا الدين، ألا وهي: " السماحة واليسر في الإسلام "، وقد سقت في ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على هذا الأصل، ووضحت مفهوم السماحة من خلال كلام العلماء، وذلك ضمن المباحث التالية: