الأمة، ففي جيش سعد، كان أبو محجن الثقفي، وكان القصاص، والقراء، والفرسان. . الخ، كل منهم يؤدي ما أقدره الله عليه، والله يتولى جميع عباده.

إن ما يقال إن بعض المنتسبين للدعوة يفعله من رفض من لديه شيء من التقصير والإخلال أمر يجب أن نراجع فيه أنفسنا، ليتوحد الصف الإسلامي بكافة شرائحه كل بإمكانه، هذا بفكره، وذاك ببدنه، وآخر بماله، ورابع برأيه، وخامس بدعائه. . الخ، ولنتخلص من تصنيف الناس إلى بر يصلح لكل عمل، وفاجر لا يصلح مطلقا.

وبعد. إن الوسطية ليست شعارا يرفعه مدعوه بل هي ممارسة عملية في واقع الحياة. {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 123]

والمعنى - كما قال ابن كثير - ((إن الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني، وليس كل من ادعى شيئا حصل له بمجرد دعواه، ولا كل من قال: إنه هو الحق سمع قوله بمجرد ذلك، حتى يكون له من الله برهان)) (تفسيره 2 / 370) .

إن الوسطية هي سمة الإسلام في عقائده، وشرائعه، وأنظمته. وأخلاقه. فهو وسط بين الغلو والتقصير: في عقائده بين التشبيه والتعطيل، والجبر والقدر مثلا، وفي التربية والسلوك بين الأمن والإياس. (ينظر شرح الطحاوية 586 - 588) .

فيعبد الله بالحب والخوف والرجاء، وتلك عبادة المؤمنين. (ينظر شرح الطحاوية 372) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015