والاعتصام بهما، والأخذ بتوجيههما، ففيهما المنجاة من الغرق، والسلامة من مضلات الفرق.
قال شيخ الإسلام (?) (وكان أعظم ما أنعم الله به عليهم اعتصامهم بالكتاب والسنة فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجده، فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالهدى ودين الحق، وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم) اهـ.
ولذلك كان لحفظة القرآن من أبناء الأمة الإسلامية دور واضح في مقارعة الغلو، والقضاء عليه جملة وتفصيلا، وذلك من خلال عرض نصوص القرآن الداعية إلى السماحة واليسر، والسهولة والتخفيف، والإعلان برفع الحرج عن هذه الأمة التي خصها الله تعالى بخصائص رفعتها إلى أن تكون من أهل الشهادة على الأمم الأخرى.
ويقول شيخ الإسلام - أيضا -: (جماع الفرقان بين الحق والباطل والهدى والضلال والرشاد والغي وطريق السعادة والنجاة وطريق الشقاوة والهلاك أن يجعل ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو الحق الذي يجب اتباعه، وبه يحصل الفرقان والهدى والعلم