وفي عصرنا الحاضر فشت ظاهرة الغلو في الدين، والفهم السقيم لنصوصه وتعاليمه، وتطاير شرر ذلك، واستفحل خطره وضرره؛ فكان لزاما على رجالات الأمة كلهم؛ علماء ودعاة، ومفكرين وأدباء، وأئمة وخطباء. . . وغيرهم؛ كان لزاما على الجميع أن يتكاتفوا، لدراسة هذه الظاهرة، ومعرفة أسبابها ودوافعها؛ ثم المشاركة في علاجها وقلع جذورها من بيننا.
وقد دعيت للمشاركة في ندوة بعنوان (أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو) ، وكان الفرع الذي طلب مني الكتابة فيه هو: (أثر معلم القرآن في تربية طلابه على الاعتدال) ، ولم يكن بد من الاستجابة لذلك على الرغم من كثرة الأشغال، وضيق الوقت؟ فكانت هذه الأوراق، التي أسأل الله أن ينفع بها، وأن تكون فاتحة الباب لدراسات أشمل وأعمق في الموضوع ذاته. والحمد لله أولا وآخرا.