الجانب التربوي الاجتماعي جعل الإسلام رابطة الدين الجامعة المعتبرة، ودعا الناس لاتباعها ليكونوا أمة واحدة تجمعها وحدة الاعتقاد والتفكير والعمل الصالح، فأمر بإقامة الدين كما في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13] وقد أبان الله تبارك وتعالى أن مراده الاجتماع تحت شريعة الإسلام (?) إذ يقول تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] وحبل الله هو الإسلام (?) .
وكما عني الإسلام بتأسيس هذه الجامعة وتسهيل الدخول إليها وتكثير سواد أتباعها - حاطها بسياج منيع من أن يجد معول الهدم إليها سبيلا، فجعل لها نظما تضبط تصرفات الناس في معاملاتهم وتدابير تذود عنهم أسباب الاختلال وتقيها من الانحلال (?) وذلك ما سنشير إلى شيء من ملامحه - على وجه الإيجاز - فيما يلي:
إرساء قواعد التسامح عني القرآن الكريم بموضوع التسامح عناية فائقة، فنوه به ليتمثله أهل الإسلام ولينبذوا ما ينافيه، وعده من خصائص دين الإسلام، فقال