المقدمة الحمد لله الذي أنزل القرآن العظيم بالحق نورا وهدى للعالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وصفوته من خلقه أجمعين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن القرآن الكريم هداية الله للعالمين، وهو منهج كريم يسمو بالإنسان وينظم حياته من جميع أبعادها، سواء أكان من جهة صلته بربه، أم من جهة علاقته بالكون وما حواه ونفسه التي بين جنبيه ومجتمعه وأمته والناس أجمعين.
ومن ثم كان القرآن الكريم المصدر الأساس للتربية لدى المسلمين، حيث كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، يتخلق بأخلاقه، ويؤدب أمته بآدابه.
فكتاب الله العظيم قد تضمن منهجا كاملا وشافيا في الوسطية، والكشف عن معالمه يعد من الأمور الضرورية والملحة، ولا سيما في الظروف الراهنة التي بلغت خطورة بالغة طالت الأمة الإسلامية والعالم بأسره، بسبب خروج بعض الناس عن منهج القرآن الكريم أو البعد عنه، والتأثر بالأفكار المنحرفة والهدامة، والسير وراء كل ناعق، فأفرز ذلك خروجا عن طاعة ولي الأمر، وسعيا في الأرض فسادا وقتل النفس المعصومة، وغير ذلك من التبعات المخالفة لمنهج الوسطية منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.