النصوص الشرعية المحذرة من الغلو في الدين جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بالتحذير من سلوك الضالين والمغضوب عليهم، وسبيل المبتدعين المغالين في دين الله غير الحق، قال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112] (?) . فالله سبحانه وتعالى يأمر بالاستقامة التي هي (الاعتدال) ، ويعقب سبحانه بالنهي عن الطغيان، مما يفيد أن الله تعالى يريد منا الاستقامة، كما هو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بدون غلو ولا مبالغة ولا تشديد يحيل هذا الدين من يسر إلى عسر، وهي الوسطية التي جاء بها الإسلام بين الغلو والتفريط، ولا يمكن أن تسير في ركابها إلا في اتباع سبيل السلف الصالح رضوان الله عليهم.
يقول الإمام ابن قيم الجوزية: " فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه، كالوادي بين الجبلين، والهدى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين؛ فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له، فالغالي فيه مضيع له: هذا بتقصيره عن الحد، وهذا بتجاوزه الحد " (?) .
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم مصير الغالي وعاقبته، حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أن مآل من غلا في دينه (إلى الهلاك) . ففي صحيح مسلم (?) وفي سنن أبي