ج - نسبة الغلو إلى الدين بقوله (الغلو الديني) أو (التطرف الديني) تجوز في العبارة إذ الغلو إنما هو أسلوب التدين لا الدين نفسه (?) ولذلك جاء التعبير القرآني يقول {لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] وقال صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ» .
د - الحكم على العمل بأنه غلو يجب أن يتأنى فيه، وينظر إلى العمل بدقة، فقد يحكم عليه بأنه غلو مع أنه سليم، ولكن الوسيلة إليه قد تكون من باب الغلو، فيقع الخلط من هذا الباب.
هـ - ليس من الغلو طلب الأكمل في العبادة، ولكن من الغلو الإثقال على النفس إلى درجة الملل، قال بعض العلماء: " وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة، فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل " (?) .
ز - ليس من العدل أن تصف إنسانا بالغلو؛ لأنه التزم رأيا فقهيا متشددا - من وجهة النظر المخالفة - إذا كان التزامه بناء على أمرين:
- اجتهاد سائغ شرعا لمن بلغ درجة الاجتهاد.
- تقليد لعالم شرع موثوق في دينه وعلمه لمن لم يبلغ درجة الاجتهاد وتوفر أحد هذين الشرطين دليل على صحة الالتزام وخلوه من اتباع الهوى، ذلك أن متبعي الحق يفعلون ما يؤمرون به من حسن القصد، والاجتهاد لمن قدر عليه، أو التقليد لمن لم يقدر على الاجتهاد، ثم الأخذ في العمل بما قام الاعتقاد على صحته،