أقوم ولا أرقد، وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء، فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بمقالتهم أنكر عليهم وبين المنهج الوسطي الإسلامي المتناسب مع الطبيعة البشرية ذات الاحتياجات المادية المشروعة التي لا يجوز الجور عليها ولو بالإغراق في المسالك الروحية التعبدية قال عليه الصلاة والسلام: أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني» (?) .
ومثل ذلك في رعاية الجانب المادي من الإنسان وردع من يصادر شيئا منه لحساب الجانب التعبدي الروحي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سقط الصوام في السفر وقام المفطرون بضرب الأبنية وسقي الركاب - قال - «ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ بِالْأَجْرِ» (?) .
وفي هذا الجانب أقصد في مراعاة الشرع الإسلامي لواقع الطبيعة الإنسانية راعت الشريعة ما يمكن أن يعرض لهذه الطاقة من ضعف ومشقة من جهة، ومن قدرة يمنحها الله بعض عباده زيادة عما هو معتاد في سائر الناس.
راعت الشريعة ذلك: * ففي حالة المشقة خففت عن المسلم فيما تطالبه به من عبادات فجاء مثل قصر الصلاة والجمع في السفر، والجمع في المطر والفطر للمسافر والمريض والمسح على الخفين والعمامة ونحو ذلك.
* وفي حالة وجود فائض طاقة لدى المؤمن وهمة في التسامي بصلته بالله شرع الإسلام نوافل الطاعات التي تتدرج من رواتب - كما في الصلاة - ووتر مؤكد، إلى تهجد معظم أجره، إلى نوافل مطلقة.