وكتب عمر إلى علماء المدن الإسلامية الأخرى "انظروا إلى حديث رسول الله فاجمعوه"1، ولكن عمر بن عبد العزيز عاجلته المنية قبل أن يبعث إليه أبو بكر بن حزم بما جمعه2. وعلى أية حال فإن هذا الجمع لم يكن شاملا.
أما المحاولة الشاملة فقد قام بها إمام جليل آخر هو محمد بن شهاب الزهري "ت124هـ" حيث استجاب لطلب عمر بن عبد العزيز، وكان شغوفا بجمع الحديث والسيرة فجمع حديث المدينة وقدمه إلى عمر بن عبد العزيز الذي بعث إلى كل أرض دفترا من دفاتره3. وكانت هذه هي المحاولة الأولى لجمع الحديث وتدوينه بشمول واستقصاء. وبذلك مهد الطريق لمن أعقبه من العلماء المصنفين في القرن الثاني الهجري حيث نشطت حركة تدوين الحديث ودأب العلماء على ذلك، وكان لفشو الوضع في الحديث أثر في تأكيدهم على التدوين حفظا للسنة ومنعا للتلاعب فيها.
وممن اشتهر بوضع المصنفات في الحديث:
1- أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج "ت150هـ" بمكة.
2- محمد بن إسحاق "ت151هـ" بالمدينة.
3- معمر بن راشد4 "ت153هـ" باليمن.
4- سعيد بن أبي عروبة "ت156هـ" بالبصرة.
5- أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي "ت156هـ" بالشام.
6- محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب "ت158هـ" بالمدينة.