الصحابة له صلة بحديث يرفعه بريدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونصه "من مات من أصحابي ببلدة فهو قائدهم ونورهم يوم القيامة" 1. ومن ثم فقد حوفظ على تقديم الصحابة حتى في التواريخ التي لم ترتب مادتها على الطبقات مثل تاريخ أصبهان لأبي نعيم وتاريخ بغداد للخطيب, لقد نحت كتب الرجال المحلية منحي بحشل في تاريخ واسط فعل ذلك محمد بن سعيد القشيري في "تاريخ الرقة" الذي أملاه سنة 334هـ ولكنه اقتصر في المقدمة على خبر فتحها وذكر شروط الصلح2، وأبو الشيخ الأنصاري "ت369هـ" في "طبقات المحدثين بأصبهان" والقاضي عبد الجبار الخولاني "ت370هـ" في "تاريخ داريا" ولكن الأخير يحذف المقدمة المتعلقة بأخبار المدينة وأما أبو الشيخ الأنصاري فيتوسع فيها كثيرا ... يتحدث فيها عن طوبوغرافية المدينة ثم عن فضائلها وعجائبها3، وقد عبر أبو الشيخ بذلك عن إعجابه بمدينته وتعلقه با ... وقد تميزت ترجمة سلمان الفارسي الأصبهاني الأصل بطولها حتى أخذت نصف ما خصصه للصحابة الذين نزلوا أصبهان وعددهم ثمانية عشر صحابيا، ولم ينس أن يذكر اختلاف الروايات في فتح أصبهان أكان عنوة أم صلحا؟ ثم رجح أنه كان صلحا4.
وقد تابعه ونقل عنه كثيرا أبو نعيم الأصبهاني "ت430هـ" في كتابه "ذكر أخبار أصبهان"، وإن خالفه في ترتيب كتابه حيث رتب أبو نعيم كتابه على حروف المعجم. أما "تاريخ نيسابور" للحاكم النيسابوري "ت405هـ".