قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا يَوْمًا: «لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ؟ آمَنَّا بِكَ، وَهَاجَرْنَا مَعَكَ، وَاتَّبَعْنَاكَ، وَنَصَرْنَاكَ، وَصَدَّقْنَاكَ، قَالَ: «بَلَى» ، وَعَادَ فَعُدْنَا، ثَمَّ عَادَ فَعُدْنَا قَالَ: «بَلَى وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي يُؤْمِنُونَ بِي كَإِيمَانِكُمْ، وَيُحِبُّونَنِي كَحُبِّكُمْ، وَيَنْصُرُونَنِي كَنَصْرِكُمْ، وَيُصَدِّقُونَنِي كَتَصْدِيقِكِمْ، فَيَا لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي» . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ، قُلْنَا: أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: «لَا، أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي قَوْمٌ يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِي» . وَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِذَا رَأَيْتَ دُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَشُحًّا مُطَاعًا، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ، الْمُمْسِكُ يَوْمَئِذٍ بِمِثْلِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلًا» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلًا مِنْهُمْ؟ قَالَ: «بَلْ مِنْكُمْ»