فقال: وعزتي وجلالي، لأعذبنك بالنار في الدنيا، ولا ينتفع بك إلا بعد إحراقك، لأنك آويت من عصى في جوار مولاه بمرأى منه واطلاع عليه.
وأنشدوا:
لقد ورد التقاة فما وردنا ... فهمنا والهين وما فهمنا
أحبّتنا بطيب الوصل جودوا ... فغير الجود منكم ما عرفنا
فان جدتم فعفوكم رجونا ... وبابكم الكريم به وقفنا
تذللنا بباكم عساكم ... بلطف جنابكم فارضوا علينا
وحقّكم لقد جئنا حماكم ... وآوينا لكم لكن طردنا
وحالت بيننا حجب المعاصي ... ولولا الذنب عنكم ما حجبنا
وما كان النوى والبعد منكم ... ولكن أصله مما افترقنا
فتحتم باب جودكم امتنانا ... علينا بعد جرم كان منا
فلم نصلح لقربكم ولكن ... أسأنا ثم تبنا ثم عدنا
وعاملناكم بالعدل دهرا ... وعاهدناكم زمنا فخنّا
ولم ينقض لكم عهد ولكن ... علينا قد نقضنا ما نقضنا
طردنا بالجرائم عن رضاكم ... ولو كنا له أهلا قبلنا
وأقررنا بزلتنا لديكم ... فجودوا بالرضا إن اعترفنا
ومن يرجو العبيد يوى الموالي ... فأنتم راحمونا كيف منا
وهل في غيركم عنكم بديل ... وهل لولاكم للحق معنى
فما أشهى وصالكم وأحلى ... وما أعلى مقامكم وأسنى
فعزتنا تذللنا إليكم ... وأشرف حالنا لكم إن خضعنا
بجاه محمد خير البرايا ... تشفعنا لكم وبه اعتصمنا
عليه تحيّة ما لاح برق ... وتاق لحبّه قلب المعنّى
**